0020
0020
previous arrow
next arrow

علي باباجان .. هل بدأ يتجهز لرئاسة تركيا؟

وكالة الناس – منذ إعلان نتيجة انتخابات الإعادة لمنصب رئيس بلدية إسطنبول وفوز المعارضة؛ أجمع المحللون أن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا تلقى ضربة مركبة، فُهم منها وجود غضب داخل الحزب على الطريقة التي يدير بها البلاد داخلياً، وهي رسالة سرعان ما تلقفها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالإعلان عن دراسة النتيجة وأخذ العبر من الأخطاء التي حصلت.

وعلى الرغم من أن هذه الخسارة كانت في انتخابات بلدية، صلاحياتها خدمية، إلا أن قرار إعادة الانتخابات على منصب رئيس البلدية بسبب حالات تزوير رصدها الحزب الحاكم، زاد من نكهتها السياسية، لا سيما وأن الحزب لم يخسر أي انتخابات منذ وصوله إلى السلطة، بل هناك من اعتبرها صافرة البداية لحملة انتخابات الرئاسة، المقررة بعد نحو أربع سنوات، ما لم يحدث شيء آخر ويقرّب موعدها.

تحركات سياسية

بُعيد قرار المحكمة إعادة الانتخابات في مدينة إسطنبول، بناء على طلب من حزب العدالة والتنمية، زادت الأحاديث عن احتمال تأسيس حزب جديد في البلاد، تزامن مع تصريحات لرئيس الوزراء التركي السابق أحمد داوود أوغلو انتقد فيها إعادة الانتخابات ووجه عدة رسائل سياسية علنية لرئاسة حزبه.

ويرجح أن يقود عدة سياسيين من رفاق درب أردوغان السابقين الحزب الجديد، والذي من المتوقع أن يحمل لواءه نائب رئيس الوزراء السابق، الاقتصادي علي باباجان، أحد رفاق أردوغان القدامى والعضو المؤسس في حزبه، وربما يشاركه الرئيس التركي السابق، عبد الله غول، ورئيس الوزراء الأسبق، أحمد داوُد أوغلو أيضاً، وجميعهم من مؤسسي العدالة والتنمية، حيث يسعى هؤلاء إلى أن تكون له الغلبة في مستقبل البلاد السياسي.

وعلى الرغم من أن اجتماع هؤلاء السياسيين في حزب واحد غير مؤكد، ولا توجد تصريحات رسمية حول ذلك، لكن الصحافة التركية تنشر بشكل شبه يومي حول الموضوع، إضافة إلى تكهنات الكتّاب الصحفيين في مقالاتهم، وربما مصادرهم الخاصة، بل هناك من توقع أن يكون موعد إعلان الحزب الجديد هو أيلول أو تشرين الأول القادمين، بينما أشارت مصادر أخرى إلى مواعيد أبكر من ذلك.

وتشير مصادر تركية مطلعة لـ “السبيل” إلى أن علي باباجان قد يكون هو الشخص الذي يراهن عليه في مستقبل تركيا المقبل، فهو أحد صناع نجاح الاقتصاد التركي إلى جانب الرئيس رجب طيب أردوغان وفريقه، معتبرة أنه سيكون مقبولاً أكثر لدى فئة الشباب لصغر سنه إلى جانب قوته الاقتصادية ونظافة يده، كما تقول.

وتحدثت المصادر عن سيناريو إعداد علي باباجان ليكون رئيس البلاد في المراحل القادمة، لا سيما وأن هناك انطباعاً بأن القادم يحتاج إلى جيل قريب من الشباب، خصوصاً وأن المعارضة تحاول الترويج من الآن بأن أكرم إمام أوغلو هو المرشح القادم لقيادة الجمهورية التركية.

من هو علي باباجان؟

منذ إقرار “العدالة والتنمية” بخسارته منصب رئيس بلدية إسطنبول؛ كان اسم علي باباجان هو الأكثر بروزاً في وسائل الإعلام التركية خلال الأيام الماضية، وهو من مواليد 1967، نائب عن أردوغان عندما كان في منصب رئاسة الوزراء للشأن الاقتصادي، واستمر زمن داوُد أوغلو، وشغل منصب وزارة الاقتصاد، وقبلها الخارجية، كما أنه كان المفاوض في ملف انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.

تخرج في جامعة تيد في أنقرة عام 1985، ثم درس في جامعة الشرق الأوسط التقنية في أنقرة عام 1989، وحصل على البكالوريوس في الهندسة الصناعية، ثم حصل على الماجستير في إدارة الأعمال من معهد كيلوغ للإدارة في جامعة نورث في ولاية إلينوي الأمريكية.

دخل المعترك السياسي عام 2002 بوصفه أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية وعضو مجلس الإدارة فيه، ثم انتخب نائباً في البرلمان التركي عن مدينة أنقرة في العام نفسه، وعين وزيراً للشؤون الاقتصادية، في 18 نوفمبر 2002، وكان أصغر عضو في مجلس الوزراء وعمره 35 سنة.

ساهم باباجان في إصلاح الوضع الاقتصادي في تركيا محققاً الانتعاش الاقتصادي بعد سنتين من مباشرة عمله، بعد سنوات من الأزمات الاقتصادية التي عانتها الدولة، وحاول دائماً الابتعاد عن الساحة السياسية والتركيز على الإصلاح الاقتصادي.

هل يتكرر سيناريو أربكان وأردوغان؟

الكاتب في صحيفة “خبر ترك” محرم صاري كايا يرى أن باباجان ورفاقه لا يريدون الظهور بمظهر منشقين عن العدالة والتنمية ويتحركون بشكل متحفظ. وحتى فيما يتعلق باسم الحزب، يسعى المؤسسون لاختيار اسم بعيد عن “العدالة والتنمية”.
ويقول كايا في مقال له إن “باباجان أبلغ الرئيس التركي بقراره إنشاء حزب جديد، لكن هذا النبأ الذي جرى تداوله أيضاً في عدد من المنصات الإعلامية ما زال غير مؤكد”.

وأشار في الوقت ذاته إلى ما يجري الحديث عنه في بعض الأوساط السياسية من أن هذه الخطوة المتمثلة بتشكيل حزب من شخصيات مؤسسة للحزب الحاكم مشابهة للتي فعلها أردوغان مع معلمه في السياسة مؤسس حزب السعادة، نجم الدين أربكان، حينما أسس مع رفاقه حزب العدالة والتنمية.