0020
0020
previous arrow
next arrow

بشار الأسد وحرائقه!!

ليطمئن بشار الأسد. فالنار وصلتنا ووصلت غيرنا. والحريق الذي اشعله في سوريا ينتشر!!. وإلاّ فماذا نسمي هذا التدفق البشري الجائع، المرعوب الممزق القلب الذي يعبر حدودنا بالآلاف كل يوم؟؟ وكيف يفهم بشار الأسد حجم اللهب الذي طال خمسة ملايين سوري تشردوا من بيوتهم، ولجأوا بمئات الآلاف إلى الأردن ولبنان وتركيا والعراق؟!.
والأسد حرُّ في أن يسمي كل الشعب السوري إرهابيين وقاعدة ونصر!!. أو يدفع كل هارب بروحه من السجن والمسلخ الكبير بأنه غير معارض وغير وطني. لكن المؤكد أن الطاغية الفتى فقد توازنه، وهو يبحث عن سبب ثورة الشعب في كل مكان من هذا العالم، غير نظامه الدموي الموروث. ويضع اللوم على الجميع.. ثم يجد من الشجاعة ليقول:

إن النار التي اشعلتها في سوريا ستصل الجميع.
لقد اعترف الطاغية الوارث ان ما يجري في سوريا «هي حرب بكل معنى الكلمة» وهذا اعتراف كان يجب ان يفهمه منذ البداية، منذ ان حاول العرب مصالحته مع شعبه.. كما فعل الخليجيون في اليمن، لكنه اراد من العرب الوقوف الى جانبه ضد شعبه الذي كان يتظاهر في الشارع، ثم كان يجب ان يفهمه حين ارسل العالم كوفي عنان ممثلا للجامعة العربية وللامم المتحدة، وعرض عليه حلا وسطا، لكنه اراد ايضا ان يضحك على العرب والعالم فأفشل مهمة عنان واستجار العرب والامم المتحدة بعربي يفهم مشاكل الدكتاتوريات في العالم العربي، وحاول ان يجعل المعارضة تطرح مبادرة رئيس الائتلاف شيخ المسجد الاموي على طريقة رفع المصاحف التاريخية، لكن الطاغية الوارث لم يملك ذكاء وخديعة عمرو بن العاص واختار: المقاومة والممانعة.
ونعود إلى وصول النار إلى الأردن فيما يشبه التهديد. ونقول: هذا الأردن لا يمكن تهديده حتى حين كان حاكم سوريا يجرؤ على الخروج من قبو الرئاسة، وجرّب بفيتو سوريا فدفعوا بثلاثة ألوية دبابات اقتحمت حدودنا ووصلت إلى مثلث إربد، وكانت النتيجة تراجعا مهزوما، ولولا حكمة الحسين رحمه الله بكلمته المسطرة في تاريخنا: لا نريد اذلال أي وحدة في الجيش السوري. اتركوهم ينسحبون!!.
لا احد يهدد شعباً عزيزاً في وطنه، إلا إذا كان معتوهاً، وقد كان من الممكن لبشار الأسد أن يتعظ بما جرى لاحتلال لبنان، .. وبانسحابه المذل منه أمام شعب أعزل خرج إلى ساحات بيروت، وفي فمه هتاف واحد: السوري يطلع برّه!!