0020
0020
previous arrow
next arrow

أيدولوجية الكواهين

بعد ان حققّت كل من الخلافة الإسلامية والخلافة الراشدة أهدافها الدينية في إقامة الدولة الاسلامية..ونجحتا في ذلك, شعرت الحركة اليهودية بخطورة اتساع رقعة هذه الدولة, فبدأت بالتخطيط لكسر مجاديف الزحف الإسلامي, وقد تركز عمل الحركة اليهودية في تلك الفترة على بث (البدع) الدينية في أركان كل من الخلافة الأمويّة والخلافة العباسيّة والخلافة العثمانيّة وقد نجحت في ذلك,..وما البدع الدينية التي نعيشها اليوم ويمارسها الكثير إلا ادلة قاطعة على نجاح الحركة اليهودية في بث الإضافات الدينية على ديننا الإسلامي الحنيف, وللأسف الشديد كانت هذه البدع الدينية أقوى بكثير من مقاومتها نتيجة لمصالح وأجندة التيارات والأحزاب الدينية الضيقة التي اجتاحت عالمنا الإسلامي وما زالت,..انها باختصار شديد (كواهين) يهودية قديمة أغرت أصحاب الأجندات الخاصة بالمال والمناصب والنساء.
بالأمس القريب طل على سوريا احد هذه الكواهين والذي يدعى «إيلي» كوهين, ذلك الجاسوس الإسرائيلي الذي استطاع خداع السلطات السورية لسنوات طويلة وهو يهودي ولد بالإسكندرية بمصر لأسرة هاجرت إلى مصر من مدينة حلب السورية عام 1924م، وعمل كجاسوس للموساد الإسرائيلي في سوريا بالفترة ما بين (1961–1965) منتحلا اسم كامل أمين ثابت، حيث أقام علاقات وثيقة مع نخبة المجتمع السياسي والعسكري، وكشفت سلطات مكافحة التجسس السورية في نهاية المطاف عن مؤامرة التجسس، واعتقلته وأدانته بموجب القانون العسكري قبل الحرب، وحكمت عليه بالإعدام شنقا في عام 1965م.
اليوم, واخر طبعة من الكواهين يجيء بها الإعلامي المثير للجدل «إيدي» كوهين, حيث غرد قبل أيام قليلة قائلا: (سنحتل الأردن بدبابتين, وفي ثلاثة ساعات، وسيشرب جنودنا الكوكتيل من لبناني سناك في عبدون),..«إيدي» كوهين هو يهودي من أصول لبنانية هاجر الى فلسطين وعمل في مجال الإعلام الدعائي, وأخذ شهرة واسعة نتيجة لتغريداته المثيرة للجدل ضد العرب والمسلمين على مواقع التواصل الاجتماعي, وهو بالتأكيد صناعة جديدة للموساد الإسرائيلي, حيث يمثل الوجه الحقيقي للحرب النفسية لدى هذه المؤسسة,..يجيد هذا الكوهين الحوارات التويترية ويقوم بكسر الحواجز النفسية لدى الاخرين من خلال توفير بيئات خصبة للحوار, حيث يهدف من خلالها الى تغيير اتجاهات العرب وتفكيك قناعاتهم,..لديه الكثير من التفاصيل العربية المتعلقة بالزمان والمكان,..يختار جمهوره الذي ليس عنده ذاكرة طويلة, كيف لا ويغير الحقائق كل يوم وكل لحظة بذكاء وحنكة.
أيدولوجية الكواهين أيدولوجية قديمة جديدة, فقد زرع الكواهين القدامى البدع الدينية في حقول الخلافة الأموية والخلافة العباسية والخلافة العثمانية, وبالأمس القريب زرعوا مئات الجواسيس في عالمنا العربي, واليوم وعبر وسائل التواصل الاجتماعي يزرعوا فينا الإحباط مستخدمين الحرب النفسية والدعاية السوداء في ذلك,..انها كواهين بدع الحركة اليهودية في الماضي القديم, وكواهين جاسوسية اللوب الصهيوني في الماضي القريب, واليوم كواهين حرب نفسية يشنها الموساد الإسرائيلي تجاه الأردن, تلك البذور الكواهينية النجسة التي انتجت..«بدع» كوهين, وانتجت..«إيلي» كوهين, وأنتجت..«إيدي» كوهين.
ولأن لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه, فقد انتجنا كوهين تمثل هيئة رجل ستيني يعيش حالة من الاكتئاب النفسي نتيجة لطقوسه الـ(بدع)يـة الخاصة به, ونتيجة للفراغ الروحي الذي يعيشه من جراء وباء كورونا, فقد اخذ هذا الرجل يلاحق ويطارد ويلاعب القطط الموجودة في فناء بيته,..يقدم لها كل يوم بقايا الطعام والشراب تارة, ويلاغيها بلغة قد تفهمها تلك القطط تارة اخرى, وذات يوم اكتشف ان هناك قطط عربية أصيلة من بينها؟ حيث انه لاحظ ان بعض هذه القطط تأكل بقايا قطع اللحم والعظم أمامه اذا هو قدّم لها هذه القطع, وان نفس هذه القطط تهرب بقطع اللحم والعظم لتأكلها خلف أسوار منزله اذا هي سرقتها واختلستها من منزله!
الخلاصة: عليك يا«إيدي» كوهين ان تغرد عفوا ان (تأكل) بقايا اللحم والعظام من حاوية مسقط رأسك من لبنان وليس من فلسطين, كي تثبت للعالم انك يهودي لبناني أصيل  كقطط صاحبنا…

الدكتور: رشيد عبّاس