0020
0020
previous arrow
next arrow

أجندة خاصة أم معارضة حقيقية

  في الدولة العميقة الرؤيا والمسار واضح وإن حدث هنا أو هناك تشويش فالرادارات تعمل بطريقة مستمرة على تحسين الرؤيا والاستمرار بمسيرة العمل كون لديها رؤيا مؤسسية بعيدة كل البعد عن المصالح، معطية للأردن قيادة وشعباً كل الولاء والمحبة والتضحيات وهناك فرق كبير بين من ركب الحصان تحت شعارات مختلفة للوصول إلى السلطة وحال الوصول دافع عنها وعن قراراتها وكان منبراً لتبرير ما يصدر عنها………..واليوم وحال خروجه من موقعه يتحول وبقدرة قادر إلى معارضة مدعياً بأن البلاد تتجه إلى الهاوية وإن عليه الآن أن يقوم بتصحيح المسار حفاظاً على الأمن والاستقرار مطالباً بإصلاحات يكون الهدف منها العودة إلى السلطة ليقوم المذكور بإنقاذ الوطن الضائع!…….. عجباً لهؤلاء الذي شربوا وأكلوا وترعرعوا في حضن الدولة وكان منها الوزير والمدير والمقرب.. وبعضهم تسلم مواقع أمنيه……… كيف لي بالله عليكم أن أصدقهم وهم من أخذونا إلى هذه الحالة التي نعيش ولو إن صاحب القرار في الدولة العميقة طلب من أحدهم تشكيل حكومة أو عرض عليهم منصب ما توانوا قط ولقفزوا قفزة الأسد تاركين عباءة المعارضة ملتزمين بخط الدولة، وكان لي أن أصدق لو إن القائمين على ذلك من فئة الشباب الطالبين بالإصلاح لقلت بأن لهؤلاء أن يقولوا وليطالبوا بحكم الظرف ولعل تجربتهم مع الأيام وخبرتهم ستعطيهم في أي مربع يقفون . إن التعامل مع هذه المجموعة في هذا الظرف الدقيق الراغبين بتسلق حصون الدولة لتحقيق ما يريدون كونهم أصبحوا بعيدين كل البعد عن الأضواء ونذكر منهم من قال في لحظة أن اقتصاد البلاد في غرفة الإنعاش ليقبل المواطن ببعض القرارات وآخر حلف الأيمان بألا تزيد ضريبة المبيعات عن 17% وآخر تقلد المناصب وكان له ما كان من نصيب ومن تربى في حضن الديوان وأغدق عليه وعلى أهله ما هو معروف للجميع …… فكيف يكون نكران الجميل؟ إنها حالة مستغربة وأنا أقول ‘تموت الحرة ولا تأكل بثدييها’….. هناك حالة من الجنون تصاحب كل إنسان أكل وشرب وتقلد المناصب والآن ينقض على الدولة وعلى نظامها ويطالب بإصلاحات دستورية!……… ولننظر من حولنا ماذا حدث في العراق وسوريا وكيف بدأت؟ وكيف انتهت؟ وما هي النتائج؟…. فكلمة حق يراد بها باطل…… فلنتق الله في أنفسنا وفي وطننا وقيادتنا…….. وأن يجيش مكان اللقاء في مناطق بني حسن لتكون نواة للمعارضة فأنا أقول ويقول معي كل شريف وأنا أتطلع إلى السواد الأعظم من أبناءنا بأننا في هذه العشيرة لا نمسك العصا من الوسط وكنا وما زلنا وسنبقى بعون الله نمسكها من الطرف الأيمن القابض على المحبة والولاء لهذا العرش الذي نفتديه بالمهج والأرواح وتاريخنا يشهد غير متطلعين إلى منافع ومكاسب شخصية كعشيرة فانتماءنا وحالنا حال الوطن ولن تنال هذه المجموعة أينما حلت وأينما استقرت من أمن واستقرار البلاد فحمى الله قائد الوطن ومسيرته المُظفره وسيعلم كل هؤلاء بأن الوطن أكبر من الجميع ونحن لا نزايد على أحد في الانتماء ولكن من يتطلع إلى ما حولنا يجد في السكون راحة وأمن واستقرار……. طالما أن هناك إصلاحات تأتي وفق متطلبات المجتمع .

د.سامي علي العموش