0020
0020
previous arrow
next arrow

القاعده وامريكا والمسلمين ( 3 )

القاعدة وأمريكا والمسلمين ( 3 )
بقلم : د. الشريف محمد خليل الشريف
نستطيع ان ننكر ان تنظيم القاعدة قام بعدة عمليات ضد امريكا ودول الأستعمار الأوروبي إضافة للعمليات التي ذكرناها سابقا في ( 1 ) ولكن كم كان عدد القتلى فيها وهل حقق فيها ما جاء في عدد من بياناته الجهادية ، لنراه ينعطف من افغانستان الى العالم العربي في السودان والعراق وتبدأ القاعدة بإزهلق ارواح الأبرياء من اطفال ونساء وشيوخ وعزل إلا من كرامتهم ، لقد تجاوز عدد القتلى الأبرياء من المدنيين في العراق بعد انتهاء الحرب وسقوط العراق لأضعاف أضعاف ما قتل أثناء الحرب على أيدي الأمريكان وحلفائهم ، وفي البداية كانت قاعدة الجهاد في العراق ما تسمى جماعة التوحيد والجهاد حتى مبايعة زعيمها ابو مصعب الزرقاوي لأسامه بن لادن ثم انضمت هذه الجماعة الى عدد من الجماعات العراقية المسلحة تحت مسمى مجلس شورى المجاهدين في العراق بأمارة ابوعمر البغدادي وكان الهدف المعلن محاربة القوات الأمريكية وهذا أكسبهم دعم الشعب العراقي ومؤازرته ، ولكن وبعد تشكيل أول حكومة عراقبة اعتبر التنظيم ان كل المشاركين في الحكم والعاملين في الدولة وكذلك السياسيين عملاء لأمريكا وأعوان لها فأخذت عمليات التنظيم هدفا آخر لها وهو الأجهزة الأمنية والمنظمات الدولية والمدنيين العاملين فيها وازدادت العمليات لتصبح أكثر دموية بسبب أماكن وقوعها وخاصة أماكن تجمع العمال والموظفين والأسواق والمساجد ، فما ان يقع انفجار في مسجد سني حتى يقع انفجار آخر في مسجد شيعي لتلتهب مشاعر الفتنة بين الشعب الواحد وتتدفق دماء ابنائه على ارض بلاد الرافدين ولا شك ان مثل هذه العمليات بعيدة كل البعد عن معاني الجهاد .
ولم يتوقف نشاط القاعدة داخل حدود العراق بل مدت اذرعتها وزرعت عناصرها ومجموعاتها في كل البلاد العربية لتقوم بعمليات القتل والتفجيرات بالأساليب المعروفة للجميع إما بحزام ناسف على وسط أنسان تخلى عن مشاعره الأنسانية للشيطان وباع نفسه للقاعدة ليقتل إخوة له في الإسلام والعروبة أو بواسطة السيارات المفخخة التي تحصد القتلى بالعشرات ، ونفذت عملياتها في اليمن والسعودية والأردن ومصر وليبيا والجزائر والسودان والصومال بل نكاد نقول في كل الدول العربية ، فهل ألغت المملكة العربية السعودية كلمة التوحيد على أرضها وأصبح شعبها مرتدا عن دين الأسلام ليتوجب محاربته وقتله بإسم الجهاد ؟ وما ذنب الشعب في المملكة الأردنية الهاشمية ليقتل فيه الآمنين المؤمنين بالتفجيرات وهو يعيش في أمن وأمان تتمناه كل الشعوب تحت قيادة هاشمية وهبها الله الحكمة وحب شعبها ؟ وشعب مصر الذي كان يعاني ما يعاني من حكم فاسد باع نفسه لأعدائه ليقتل ، وكذلك الشعب الليبي ، أما الجزائر فقد كانت فيها العمليات من نوع آخر وبرائحة تختلف فقد كانت تذبح الجماعات من الشعب ذبحا كالخراف فبأي ذنب قطعت رؤوسهم ، وهكذا كانت تنفذ العمليات الأرهابية في البلاد بلا رحمة ولا ضمير أخلاقي أو إنساني أو إسلامي ، وما إن بدأت الثورة أو التمرد في سوريا واشتعلت نيران القتال بفتيل الفتنة حتى وجدت القاعدة لها مكان خصب لتصب نيران غلها على الشعب السوري وتدفع بعناصرها بعد جلبهم من شتى بقاع الأرض وقد غسلت عقولهم باسم الجهاد وتحت مسميات عديدة الى سوريا .
لقد فاق عدد القتلى من المواطنين المسلمين الأبرياء نتيجة عمليات القاعده في الدول العربية المليون مواطن وملايين من الأطفال الأيتام وأمهاتهم الأرامل بالأضافة الى الملايين من المصابين بإصابات دائمه ، بالأضافة الى المئات من عناصر القاعده ، وكلهم أبناء جلدة ولحدة ودين واحد وهو دين الأسلام دين الرحمة والرأفة والمودة والأنسانية وكل هذه العمليا أرتكبت بإسم هذا الدين ، بتاريخ 22/2/1998 أصدر بن لادن وأيمن الظواهري مع ثلاثة من الزعماء الأسلاميين فتوى تحت إسم الجبهة الأسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين وجاء فيها ( ان حكم قتل الأمريكيين وحلفائهم مدنيين وعسكريين فرض عين على كل مسلم في كل بلد متى تيسر له ذلك حتى يتحرر المسجد الأقصى والمسجد الحرام من قبضتهم وحتى تخرج جيوشهم من كل أرض الأسلام مسلولة الحد كسيرة الجناح عاجزة عن تهديد أي مسلم وذلك وفقا لقول الله ـ وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلوكم كافة وقوله قاتلوهم حتى لاتكون فتنة ويكون الدين كله لله ـ )
ان كل من يقرأ هذه الفتوى لاشك بأنه سيؤيد ماجاء فيها ولكن من أفتى هذه الفتوى لم يقرأ أيضا قوله تعالى ( ان من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنة وأعد له عذابا عظيما ) سورة النساء 93 أو لم يقرأوا الأحاديث النبوية الشريفة والتي جاء فيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كل ذنب عسى الله ان يغفره إلا من مات مشركا أو مؤمن قتل مؤمنا متعمدا ) وقوله ( لوأن كل أهل السماء وأهل الأرض إشتركو في دم مؤمن لأكبهم الله في النار ) وقوله ( لهدم الكعبة حجرا حجرا لأهون من قتل مسلم ) والآيات الكريمة والأحاديث الشريفة كثيرة عن حرمة دم المسلم وعن الجهاد في سبيل الله وعن الشهادة ، فلو عملت القاعدة والتنظيمات الأخرى التي تتبنى الجهاد بما جاء في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة لوقفت معها وساندتها كل الشعوب العربية وكل المسلمين ، ولكن قتال اليهود والصليبيين على أرضهم أو على أرض سلبوها أو يبطروا عليها من أرض المسلمين ، أما إذا كان على أرض المسلمين فهنا ( وأنا لست عالما ) الواجب قتل العسكر فقط وهم في ثكناتهم وقواعدهم وليس وهم بين البشر الآمنة في الأسواق والتجمعات السكنية فيقتل مع الواحد منهم العشرات من المسلمين الأبرياء ، وإذا كان الهدف تحرير المسجد الأقصى المبارك وهذا واجب شرعا وفرض عين فكم عملية إستشهادية نفذتها القاعدة على أرض القدس الشريف أو داخل داخل فلسطين المحتلة من اليهود الصهاينة ، فلو نفذت القاعدة أو ما معها من تنظيمات نصف عملياتها التي نفذتها في العراق فقط داخل فلسطين المحتلة سيرحل عنها بني يهود هربا وذعرا وسيتم تحريرها وعودتها حرة مطهرة الى بلاد العرب وبلاد المسلمين ، فهل تنظيم القاعدة والتنظيمات الأخرى ممن يدعون الجهاد في سبيل الله ورفع راية الأسلام والحق عميت أعينهم فلا يعرفوا أين تقع فلسطين المحتلة وأين يقع المسجد الأقصى الذي يستصرخ المسلمين من أجل تحريره وتخليصه من قبضة الصهاينة وهم يعيثون فيه فسادا وتدميرا ، أم ان فلسطين المحتلة وما سميت بإسرائيل من الصعب على القاعدة وغيرها مم أسموا تنظيماتهم بالجهادية إقتحام حدودها ودخول أراضيها ودخولها أسهل بكثير من دخول دول كثيرة دخلوها ونفذوا فيها عملياتهم الأنتحارية حيث انها محاطة بالدول العربية ، أم أن إسم فلسطين سقط من قاموس هذه التنظيمات ، أم أن أرض فلسطين خارج التغطية والأرسال بالنسبة للقاعدة وهذه التنظيمات ، أم أن المسجد الأقصى تلاشت قدسيته مع مرور الأعوام ، أم أن مفهوم الجهاد فد تغير حسب التغيرات الجديدة ودخل عالم العولمة ، أم أن القاعدة أصبحت ذراع أمريكا التي تضرب بها اينما ارادت وكيفما أرادت وفي الوقت الذي تريد ، نسأل الله الهداية لكل من أخطأ أو تم تضليله الى طريق الجهاد الصحيح ليكون جهادهم صادقا ، قال الله تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) سورة العنكبوت 69 .