0020
0020
previous arrow
next arrow

الفصل الصيفي الجامعي

  يعد الفصل الدراسي الصيفي في الجامعات، فصلاً دراسياً اختيارياً، يلتحق فيه الطلاب بعد مضي الفصلين الأول والثاني الدراسيين، فيساعد الطلاب على اجتياز عدد من ساعات خطتهم الدراسية في الجامعة، ويمكنهم من زيادة أدائهم الدراسي، ويعتمد هذا الفصل الصيفي الجامعي على مجموعة من المقومات التي تجعله قادراً على القيام بدوره في البيئة التعليمية الجامعية، والتي تساعد على جعله مرناً، وأكثر فاعلية، لكل من العاملين في الجامعات، وأعضاء الهيئة التدريسية، والطلاب.
توجد مجموعة من المقومات التي يجب أن تتوافر في البيئة الجامعية، والتي لا تقتصر على الفصل الدراسي الصيفي فقط، بل على جميع الفصول الدراسية، والتي تؤثر على الظروف المحيطة بها، ويأتي الحديث هنا عن الفصل الصيفي الجامعي، بسبب وقوعه في فصل الصيفي، والذي يكون بحاجة إلى إيلاء الاهتمام فيه، مثله مثل باقي الفصول الدراسية العادية، لما له من دور فعال في العملية التعليمية الجامعية.
يبدأ الاهتمام في الفصل الدراسي الصيفي، من خلال العمل على توفير ما سأذكره تالياً: بداية من ملائمة القاعات الصفية للبيئة الدراسية، فنجد في بعض الجامعات عدم جودة القاعات، والتي لا تسمح في تسهيل العملية التعليمية، ويظهر ذلك في عدم المحافظة على صيانة مكونات القاعات الصفية، من: مقاعد، وألواح كتابة، وأجهزة تهوية، فأغلب القاعات تفتقر إلى وجود صيانة لتلك الوسائل، بشكل مناسب، وخصوصاً المستخدمة في التهوية، والتي تعتمد في أغلبها على مراوح لا تتناسب مع حجم القاعات الكبيرة، وقد تكون معطلة ولم تتم عملية صيانتها، مما يؤدي إلى أن يفقد الطلاب تركيزهم في المحاضرة المشروحة، ويعرقل وصول المعلومات إليهم بطريقة سليمة.
وأيضاً يتأثر المحاضرون الذين يعملون بالتدريس في الفصل الصيفي، بطبيعة الأجواء السائدة فيه، فقد أخبرني أحد المحاضرين في إحدى الجامعات، بأن المروحة التي توجد في مكتبه لا تعمل منذ أكثر من شهر، وحتى في أيام عملها كان المكتب مضغوطاً بشكل كبير، فلم يستطيع أثناء فترة تواجده في مكتبه، من القيام بعمله بطريقة جيدة، بسبب انزعاجه من جو المكتب، وعندما طلب أن يتم العمل على تصليح المروحة، كان الرد بالوعد بذلك، ولم تتم صيانتها أو استبدالها بمروحة جديدة.
ولقد تبنت بعض الجامعات فكرة الدوام من يوم الأحد إلى يوم الأربعاء، والتعطيل في يوم الخميس، وكان لهذه الفكرة المستحدثة صدى صوت مسموع في المناقشات الجامعية، بين أعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية، وبين الطلاب، وتباينت الآراء بين الموافقيّن عليها، والرافضيّن لها، ومع أن فكرتها بسيطة جداً، وجاءت من أجل تقليل الأعباء المتعلقة، بالمواصلات، والمصروفات الأخرى، عن طريق الترشيد بها في أيام الخميس، لتكون مدة المحاضرة الواحدة بواقع ساعة ونصف، موزعة على يومين في الأسبوع، أما الأحد والثلاثاء، أو الاثنين والأربعاء.
وأرى أن تطبيق مثل هذه الفكرة، مناسبٌ جداً، فيوفر يوم العطلة الإضافي، للمحاضرين والعاملين، القدرة على المحافظة على نشاطهم الوظيفي، والقيام بإلتزاماتهم العائلية، أما بالنسبة للطلاب، فيساعد الذين يعملون منهم لتأمين رسومهم ومصاريفهم الجامعية، وتمنح هذه الفكرة جميع مكونات البيئة الجامعية القدرة على تنسيق وقتهم بطريقة مناسبة.
إن العمل على تطوير التعليم الجامعي برمته، ينعكس على نمو وتطور المجتمع، وكما ذكرت في البداية يعد وجود الفصل الصيفي الجامعي عاملاً مهماً، ومكملاً للفصول الدراسية العادية، لذلك يجب أن يكون مناسباً، وملائماً لجميع مكونات البيئة الجامعية، من خلال المحافظة من قبل الجامعات، على القيام بالصيانة الدورية لوسائل التكييف والتهوية، وتوفيرها في كل القاعات والكليات في الجامعات، مما يساعد على التلطيف من الأجواء الصيفية التي تسود في هذا الفصل الدراسي، ليساهم ذلك في زيادة الانتاجية التعليمية، وبالتالي سهولة فهم واستيعاب الطلاب للمواد الدراسية.
مجد مالك خضر
mjd.khdr@yahoo.com