0020
0020
previous arrow
next arrow

القدس قدسنا ..وشهدائنا على اسوارها

 القدس مدينة الله على الأرض زيارتها سنة و تحريرها فرض، القدس مدينة الأنبياء وبوابة الأرض إلى السماء ، القدس زهرة المدائن و بسمة الأماكن ، و تاريخها هو تاريخ الرسالات ، و تضحيات المرسلين . القدس مدينة الحق و العدل على أسوارها استشهد الأبطال الغر الميامين ، و في ساحتها استبسل صناديد الرجال المؤمنين ، على أبوابها يتصارع الحق و الباطل صراعاً مريراً حتى يحسم الحق المعركة في جولته الأخيرة ، فيعود لها الأمن و تظلها ظلال الإيمان ، القدس جزء من عقيدة المسلمين شأنها في ذلك شأن المسجد الحرام ، فإليها توجه النبي صلى الله عليه و سلم و المسلمون في صلاتهم حيناً من الزمن ، و إليها كان منتهى إسراء الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ، و منها كان معراجه صلى الله عليه وسلم . قال تعالى : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) .الإسراء : (1) صدق الله العظيم إن العمل لأجل القدس ليس واجب الشباب فقط و إنما هو واجب الأمة جمعاء ، بجميع طبقاتها و أطيافها و شيبها و شبابها و ليس ذلك إلا لأن الله عز و جل سلمنا هذه الأمانة الكبرى كأمة ، منذ أن و طئت قدم المصطفى صلى الله عليه و سلم أرض المسجد الأقصى المبارك ليستلم الراية من جميع لأنبياء و يصلي بهم إماماً عليهم الصلاة و السلام أجمعون. فالمسلم دائما له دور في صناعة الأحداث ، و يجب علينا كمسلمين إعداد النفس إيمانيا للتضحية : ( و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) الأنفال (60) صدق الله العظيم واجب الفرد المسلم حيال القضية الفلسطينية ، يكمن في السعي الدائم لجعل القضية ساخنة و محور اهتمام دائم . و كل ما سبق هو إعداد للساعة القادمة الحاسمة ، القادمة حتماً .. و هي قضية المواجهة ، فعلى كل مسلم أن يعد نفسه ليكون على أول قائمة المجاهدين الطامعين في أمكنة الشهداء . و يبدأ ذلك الإعداد من إصلاح النفس و المجتمع ؛ فلقد وضع الله سبحانه و تعالى في كتابه الكريم قانونا من قوانينه التي لا تتبدل و سنة من سننه التي لا تتغير ، أن إصلاح النفس يتبعه تغيير المجتمع ، قال سبحانه وتعالى: ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) الرعد (11) صدق الله العظيم فلا تتغير الكروب التي حلت بالمجتمعات إلاّ بترك المعاصي و الذنوب التي وقعت من العباد ، و المقصود بالتغيير و الإصلاح المنشود أن تصلح نفسك ، و زوجتك ، و أولادك ، و أقاربك ، و جيرانك ، و أصدقائك ، و زملائك ، فالفرد لبنة في الأسرة و الأسرة لبنة في المجتمع. لا يمكن أن تنتصر هذه القضية إلا إذا أصبحت قضية إسلامية لأن عدونا يقاتلنا باسم الدين. بالنهاية اوجه حديثي للاشخاص الذين يقومو بنشر صور القدس و الشعارات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي .. اصلح نفسك اولا .

الكاتبة / هند السليم