0020
0020
previous arrow
next arrow

الشهيدان محمد ضيف الله الهباهبة والطيار موفق بدر السلطي..رمزان خالدان

وكالة الناس – كتب – د. عصام الغزاوي – ولد الشهيد البطل محمد ضيف الله الهباهبة في الشوبك عام 1919، والتحق بالقوات المسلحة الأردنية عام 1941، وشارك في معارك البطولة والفداء في فلسطين عام 1948، وإستمر في الخدمة في عدة مواقع كان آخرها قائد سرية في كتيبة صلاح الدين التابعة للواء حطين في منطقة الخليل ، قبل ثلاثة أيام من تاريخ إستشهاده كان يزور أحد أصدقاءه في الخليل و أخبره نيته المغادرة إلى عمان بعد ثلاثة أيام في إجازة لعدة أيام وأنه وبعد عودته سوف يتقدم لإحالته على التقاعد ، في فجر يوم 1966/11/13 غادر الشهيد وحدته على متن سيارة عسكرية يقودها سائقه متوجهاً الى عمّان كما هو مقرر وأثناء مروره بالقرب من مدينة السموع شاهد تجمعات للقوات الاسرائيلية المدججة بالدبابات والأسلحة الثقيلة وهي تستعد للقيام بعدوان على قرية السموع، فطلب من سائقه أن يعود من فوره إلى الوحدة حفاظاً على الوثائق العسكرية التي كان ينقلها معه إلى القيادة العامة في عمّان وطلب منه أن يخبر قائد الوحدة بالحشود الاسرائيلية ، وطلب منه أيضا أن يسلمه رشاشه ، أخذ شهيدنا البطل موقعه وحده منتظراً عبور القوات الغازية خط الهدنة لمواجهتها والإبطاء من تقدمها، وما أن شاهد القوات المعادية تتقدم نحوه، حتى أخذ يمطرهم بوابل من الرصاص فقتل من قتل وجرح من جرح، وإستطاع إيقاف تقدمهم نحو القرية حتى نفذت ذخيرة رشاشه ، فإستخدم مسدسه الخاص حتى نفذت رصاصاته ، فخرج ينقض على جُنُود إحدى دبابات العدو بالسلاح الأبيض وهو يردد الله أكبر، الله أكبر، وتمكنت الكثرة من الشجاعة وسقط بطلنا شهيداً وقد إخترقت جسده الطاهر خمسة عشر رصاصة وفاضت روحه الى بارئها تزفها الملائكة شهيدا دفاعاً عن ثرى فلسطين في نفس اليوم الذي قرر فيه أن ينهي خدمته العسكرية وقبل أن يرى أهله. ومع وصول طلائع الجيش العربي الى محيط السموع بدأت الإشتباك مع ألقوات الغازية التي كانت قد تمكنت بإسناد من عدة أسراب من طائراته من دخول القرية والتمركز على مرتفعاتها والإستيلاء على جثمان الشهيد البطل، إلا أن قواتنا الباسلة إستطاعت شن هجوم معاكس قاتلوا فيه ببسالة وإستطاع الجندي عطاالله علي العودات قتل قائد الحملة المعادية العقيد يواف شاهام، قبل أن يستشهد وهو يقاوم العدو، بصليات رشاشه وهو يزغرد ، ولا أنسى بطولات قائد السرية محمد العملة الذي ناور في القتال وألحق خسائر فادحة في العدو ولم يتمكنوا منه حتى دحروا العدو وأخرجوه من السموع قبل نهاية اليوم، وتمكنوا من إستعادة جثمان شهيدنا البطل، حيث لُف بالعلم الأردني ومن ثم جرى نقله الى مدينته الشوبك وجرى تشييعه هناك بمراسم عسكرية مهيبة . خسر الجيش العربي 13 شهيداً وبضعة جرحى وشارك في هذه المعركة من الجانب الأردني 100 جندي و20 شاحنة و4 طائرات ، ومن جانب العدو الإسرائيلي 400 جندي و40 نصف مجنزرة و10 دبابات وعدة أسراب من الطائرات المقاتلة.