0020
0020
previous arrow
next arrow

مستشفى الملك عبدالله .. يحتاج الى الانقاذ

وكالة الناس – لم يساورني أدنى شك في مقدرة الجهاز الطبي والفني في مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي والذي يقع ضمن حرم جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية على تقديم أفضل خدمة طبية يحتاجها المريض وكيف لا وهو مصنع للرجال .

ولكن وبعد الاطلاع على الأرقام فأنه يساورني الشك بأن يبقى هذا الصرح الطبي بالمستوى المطلوب ولن يكون الأطباء ونفسياتهم بالمستوى المعهود مالم تقم كافة الجهات بلا استثناء بإنقاذ هذا الصرح الطبي ،فهو يحتاج إلى جهود كبيرة وتعاون وتذليل للصعاب التي تواجهه خاصة وانه مصنع للرجال ، فحينما تم إنشاء هذا المستشفى تم وضع الملايين على الإنشاء والتجهيز والتأثيث بهدف التطور لا ليندثر أو ينهدم فهو بحاجة إلى إعادة نظر جذرية من حيث التجديد والتحديث والتطوير سواء في المباني والتجهيزات والمعدات والمختبرات الطبية ولكن عندما تطلع وتشاهد أرقام المديونية التي يعاني منها هذا المستشفى تقف صامتاً لتصرخ حتى يصل مسامعها إلى آذان المسؤولين في الحكومة الأردنية لكي يتحركوا ويعملوا على إنقاذ هذا الصرح الطبي .

حيث تشير المؤشرات الإحصائية بان الأسرة المتاحة في المستشفى تبلغ 542 سرير قابلة للزيادة في حالة الطوارئ إلى 600 سرير ، حيث استقبل المستشفى مئات الآف من الحالات المرضية من مراجعين للعيادات الخارجية والطوارئ والعمليات الجراحية والفحوصات الطبية ….الخ وذلك ضمن إعفاءات طبية تمنح لهؤلاء المرضى من عدة جهات حكومية ورسمية .

ولكن ما جعل أرقام المديونية على هذا المستشفى تشكل رعباً ورقما ً مخيفاً هو عدم انتظام الدفعات النقدية الواردة للمستشفى من النفقات العامة ، فضلاً عن شح السيولة النقدية الواردة مقابل الذمم المستحقة للمستشفى ، وايضاً تسعيرة اتفاقية وزارة الصحة وقائمة الأدوية المعتمدة .

فالواقع المالي الحالي للمستشفى يشير بان صافي الذمم المستحقة للمستشفى تبلغ ” 14،824،559 ” مليون دينار ، كما بلغ صافي الذمم الدائنة ” المستحق على المستشفى للشركات ودائرة الشراء الموحد وجامعة العلوم والتكنولوجيا وأتعاب الأطباء ومكافأة نهاية الخدمة ” 32,515,732 ” مليون دينار ، في حين بلغت خصومات لجان التدقيق عن الأعوام 2014،2015،2016 حوالي 12،500,000 مليون دينار الامر الذي شكل نسبة عجز بمقدار 3،191،172 مليون دينار .

وفيما يتعلق بالذمم الدائنة المستحقة للغير على المستشفى فقد بلغت 45،015،732 مليون دينار موزعة على للشركات بمقدار 14،480،615 مليون دينار ، ودائرة الشراء الموحد 3،700،219 مليون دينار ، وجامعة العلوم والتكنولوجيا 11،534،898 مليون دينار ، وذمم للأطباء ومكافأة نهاية الخدمة للموظفين 2،800،00 مليون دينار ، واخيراً معدل إجمالي الخصومات المتوقع 12،500،00 مليون دينار .

هذه الأرقام المخيفة التي يواجهها مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي يقف عاجزاً في هذه الأيام من استكمال وحدة علاج الأورام بالأشعة ، وزيادة عدد الحاضنات في وحدة الخداج واستحداث وحدة عناية متوسطة للخدج ، واستحداث خدمة الرعاية الطبية البيتية لتلبية احتياجات المرضى من كبار السن المقيمين في بيوتهم والحالات المرضية الخاصة ، فضلاً عن زيادة عدد أسرة العناية الحثيثة لتلبية الاحتياجات المتزايدة في محافظات الشمال ، وتحديث وتطوير وتوسعة قسم الإسعاف والطوارئ ليتوائم مع احتياجات وظروف المنطقة ، كما يعجز حالياً نتيجة المديونية من تحديث غرف الولادة وزيادة عدد أجهزة غسيل الكلى ، وتفعيل برنامج زراعة الأعضاء وزيادة عدد الأسرة الكلية وفتح أجنحة جديدة

بالنهاية فانه يتوجب على كافة الجهات الحكومية وفي مقدمتها الحكومة دعم هذا الصرح الطبي مالياً حتى يبقى شامخاً بسواعد أبنائه ورجاله العاملين به ويبقى واحداً من اعرق المستشفيات الجامعية في المنطقة