0020
0020
previous arrow
next arrow

الحكومة تتابع تواجد “داعش” وحزب الله قرب الحدود

وكالة الناس – اعتبر خبراء عسكريون، أن التغيرات السريعة على الحدود الأردنية الشمالية والشرقية، نتيجة التطورات العسكرية في العراق وسورية، تستدعي تعزيز جهود القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية في العمل العسكري والاستخباري.
وبينما تشتعل المعارك ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في العراق وسورية، ما يفتح المجال لتسرب ارهابييه الى الحدود المجاورة لاماكن تواجده، فقد تحدث بعذ الأنباء مؤخرا عن وجود قوات لحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني في مدينة درعا البلد السورية، قريبا من الحدود الأردنية، ما يفرض نوعا من التحدي ايضا على الاردن.
مصدر رسمي قلل، من جانبه، من الأخطار المحتملة على أمن المملكة، والتي يمكن ان تشكلها تلك التغيرات العسكرية في سورية والعراق. مشددا على ان حدود الاردن “مصانة ومحمية” من قبل القوات المسلحة.
وقال المصدر، ردا على استفسارات “الغد”، ان وجود تنظيم “داعش” الارهابي في منطقة الرطبة العراقية “مجرد استعراض” بعد ما تعرض له التنظيم في الموصل، التي تجري حاليا عملية واسعة لتحريرها منه. ولفت ايضا الى ان الرطبة تبعد اكثر من مائة كيلومتر عن حدود المملكة.
وفيما يتعلق بالانباء التي تحدثت عن تواجد لحزب الله في منطقة درعا، قريبا من حدود المملكة، اكد المصدر ان حزب الله “موجود في نفس المناطق التي كان موجودا بها في سورية، وان لا جديد على هذا الصعيد”، مشددا على ان كل الخيارات متاحة امام الاردن للدفاع عن حدوده وأراضيه وأمنه.
في السياق، رأى خبراء عسكريون، أن المتغيرات في المنطقة تدفع الأردن للتعامل مع أكثر من سيناريو عسكري، حسب الحالة التي يواجهها، مع وجوب إجراء تعديلات على انتشار القوات وتكثيف العمليات الاستخباراتية، وسرعة الرد السياسي العسكري الاستخباراتي للتعامل مع الحالة المتجددة.
وحذروا في حديث لـ”الغد”، من الأخطار المباشرة وغير المباشرة على الأردن جراء هذه التغيرات المتسارعة، خصوصا مع احتمالية كبيرة لوجود خلايا نائمة، أو عبر محاولات تسلل للحدود الأردنية.
وفي هذا الشأن، يقول الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء المتقاعد الدكتور فايز الدويري لـ”الغد”، إن “وجود عناصر لتنظيم داعش بالقرب من الحدود الأردنية أو لتنظيم حزب الله والحرس الثوري الإيراني، يشكل أخطارا مباشرة وغير مباشرة على الأردن”.
وأضاف الدويري: “فيما يتعلق بالخطر المباشر، فإنه يتمثل بقدرة تلك العناصر على تنفيذ عمليات تسلل وتنفيذ عمليات عسكرية أو تخريبية داخل الأردن، وهذا يسمى التهديد المباشر، أما غير المباشر أو المتأخر، فهو تهديد على المدى البعيد، حيث قد تستغل هذه الجماعات أدواتها في الداخل الأردني من الخلايا النائمة أو ما شابه ذلك، لتنفيذ أعمال تخريبية”.
واعتبر الدويري إن إيران “تطمح بالسيطرة ومد النفوذ والهيمنة على المنطقة، وحتى تسهل مهمتها لا بد من أن تحدث خللا أمنيا في تلك المناطق، والدليل على ذلك وجود قوات حزب الله والحرس الثوري الإيراني في الجنوب السوري، الهادف إلى تنفيذ الأجندة الإيرانية في المنطقة، والتي تبدأ بزعزعة الأمن في الدول واستغلال الاضطرابات”.
وبخصوص الحدود الشرقية، وتحديدا مع وجود “داعش” في منطقة الرطبة، قال: “تبعد الرطبة عن الأردن 120 كيلومترا، كما أن الحدود الأردنية تبعد عن المناطق السكنية 150 كيلومترا، وبالتالي فإن الخطر يكون من خلال الخلايا النائمة أو الذئاب المنفردة، إن وجدت داخل الأردن”.
بدوره، يقول اللواء المتقاعد محمود ارديسات، إن “هناك تضاربا في التصريحات، فداعش تزعم أنها احتلت الرطبة، بيد أن الجيش العراقي يؤكد تحررها من عناصر التنظيم، لكن أي تواجد لداعش قرب الحدود أو أي ميليشيات متطرفة لتنفيذ عمليات تسلل أو ما شابه، يشكل عبئا إضافيا بحاجة إلى متابعة ومراقبة من ناحية عسكرية واستخباراتية”.
وبين أن الأردن “يتعامل مع هذه المتغيرات بالتكيف مع المستجدات، إذ لا يوجد سيناريو واحد للتعامل مع الأزمة والانتهاء منها، بل هناك عدة سيناريوهات دائمة أمام القوات المسلحة، حسب تغير الحالة”. ونوه ارديسات إلى أنه “لا بد أن تكون هناك تعديلات على انتشار القوات وتكثيف العمليات الاستخباراتية، وسرعة الرد السياسي، وتعزيز التنسيق السياسي العسكري الاستخباراتي للتعامل مع الحالة المتجددة”.
واستدرك أن “هذا لا ينفي وجود خلايا نائمة لداعش في الرطبة يمكن أن تستنفر في أي وقت، وهو ما يبقي ضرورة تكثيف العمل على الحدود الشمالية والشمالية الشرقية”.
من جهته، يعتبر الخبير العسكري العميد المتقاعد حسن أبو زيد، أن هناك “سيطرة محدودة لداعش في الرطبة”، لافتا إلى أن الأردن “سيتعامل مع عناصر التنظيم المتطرف ضمن قواعد الاشتباك المعروفة دوليا، سواء من ناحية الحدود العراقية أو من ناحية الحدود السورية، حيث إن هناك مراقبة دائمة جوية وأرضية داخل خمسة كيلو مترت في الدول المجاورة، تكشف تحركات الأجسام مهما كان نوعها”، مؤكدا أنه “سيتم التعامل مع كل من يحاول خرق الحدود ضمن قواعد الاشتباك”. وكان الجيش الأردني قتل قبل يومين اثنين من مهربي المخدرات، حيث أوضح أبو زيد أن ذلك “مؤشر على قوة الحزم ومراقبة الحدود التي يتسم بها الجيش العربي”. وأشار إلى أن “كل هذه التنظيمات والجماعات، بصرف النظر عن مسمياتها وتوجهاتها، لها مصلحة في زعزعة الأمن والاستقرار في الأردن، من خلال بعض الخلايا النائمة التي قد تكون موجودة في المملكة، لكن هناك مراقبة أمنية داخلية، ومراقبة عسكرية حثيثة، لمنع أي عمل إرهابي، سواء من الخلايا النائمة أو من عناصر التنظيمات الإرهابية”.
وأكد أن تماسك الشعب الأردني مع أجهزته الأمنية والقوات المسلحة، يفوت الفرصة على هذه الخلايا والمتربصين بالأمن الوطني.