0020
0020
previous arrow
next arrow

ديفكا : ماذا يعني وصول إيران لحدود الأردن من الجهة السورية

وكالة الناس  – ذكر ملف ديفكه الثلاثاء أن توترا سار أمس على جانبي الحدود الإسرائيلية مع لبنان وسوريا عشية توجه رئيس
الحكومة نتنياهو إلى روسيا للاجتماع بالرئيس بوتين غدا في مدينة سوتشي الواقعة على ساحل البحر الأسود. ويسعى نتنياهو
لمناقشة الوضع في سوريا وعلى طول الحدود مع إسرائيل، حيث تتمركز قوات روسية مسلمة مع الرئيس بوتين.
وقال التقرير حرفيا : حرص نتنياهو على تأكيد اصطحابه لرئيس الموساد يوسي كوهين- الذي عاد قبل بضعة أيام من زيارة
واشنطن، بعد أن حاول لفت نظر إدارة الرئيس ترامب إلى ما يحدث في سوريا.
ويمكننا القول والافتراض أن يوسي كوهين عاد من واشنطن خالي الوفاض، ويرجع ذلك لثلاثة أسباب رئيسية:
1- إدارة الرئيس ترامب مشغولة حتى الذقن في المشاكل والأزمات الداخلية التي تنتاب البيت الأبيض.
2- الرئيس الأميركي قلص التدخل العسكري الأميركي في سوريا إلى الحد الأدنى، ولا يرغب في التورط حاليا في أية مسارات
تتعلق بالحرب السورية، إلا إذا كانت لها علاقة بداعش.
3- ترامب ليس على استعداد حاليا للقيام بأية خطوة في سوريا قد تمس بالتعاون الذي توصل إليه مع بوتين، والذي ينص على أن
تقوم الولايات المتحدة وروسيا بتشكيل مناطق أمنية تتوقف الحرب فيها، وأن تقوم روسيا بالإشراف على تلك المناطق.
لقد عارضت إسرائيل هذه الاتفاقية منذ البداية، وبشكل خاص المنطقة الأمنية التي أنشأتها روسيا على طول هضبة الجولان
الإسرائيلية مع سوريا، بيد أن روسيا والولايات المتحدة لم تهتما بالموقف الإسرائيلي.
تشن القوات السورية بالتعاون مع القوات الإيرانية ومليشيات موالية لإيران وحزب الله، منذ نهاية الأسبوع وبداية الأسبوع الحالي
هجوما على أربع جبهات على الأقل: دير الزور في شرق سوريا، منطقة السويداء في الجنوب الشرقي، حماه في المنطقة
الوسطى، وجبال القلمون التي تفصل بين سوريا ولبنان في الغرب. وفي جميع هذه الجبهات تتلقى القوات السورية وحلفاؤها
عمليات تغطية وإسناد جوي روسي، والتي تصل في بعض الأحيان إلى عملية نقل قوات إنزال.
إن النجاح في الجبهات الأربعة المذكورة ستقود القوات السورية إلى حدودها السابقة عشية اندلاع الحرب الأهلية عام 2011 مع
الأردن، العراق ولبنان. إن هذا التطور سيخلق لإسرائيل ثلاث مشاكل أساسية:
أ‌- تقدم القوات السورية السريع باتجاه الحدود السورية سيلغي بصورة عملية أهمية وتأثير المناطق الأمنية التي تمت إقامتها في
سوريا.
ب‌- إن ما يقوم به السوريون وحلفاؤهم الإيرانيون وحزب الله، هو بمثابة التفاف على المناطق الأمنية بغطاء الجيش الروسي.
ت‌- قوات المتمردين السوريين ومنظمات المتمردين المسلمين المتطرفين، الذي كانوا على استعداد سابقا لإقامة جبهة في
مواجهة الجبهة السورية المتقدمة، بدأت تضع سلاحها، وقسم منها بدأ ينتقل بأسلحته إلى الجانب السوري.
تعتقد إسرائيل أن لهذه التطورات استنتاج واحد: سواء أكان عاجلا أم آجلا، فإن جميع هذه الظواهر – إذا لم يتم وقفها الآن-
ستجري على الحدود السورية مع الأردن، لبنان والعراق وعلى طول الحدود الإسرائيلية مع سوريا. أي أن على استعداد الاستعداد
لإمكانية انهيار الجبهة التي أقامتها خلال السنوات الأربعة الماضية بالتعاون مع المتمردين السوريين على طول حدود هضبة
الجولان مع سوريا. وحتى لو حاول الرئيس الروسي بوتين تهدئة روع نتنياهو، وتقديم ضمانات له تضمن عدم اقتراب القوات
السورية، الإيرانية وحزب الله من خط الحدود مع إسرائيل، وهو الأمر الذي نشك في أن يتمكن من تنفيذ وعوده وضماناته. حقا أن
بوتين يقف على رأس الدولة العظمى التي تحدد ما يجري في سوريا حاليا، لكنه ليس الجهة الوحيدة صاحبة القرار في سوريا.
ففي مثل هذا الوضع بمقدور إيران، حزب الله وربما سوريا أن تبادر بعمليات عسكرية محدودة بغية تسخين المنطقة الحدودية مع
إسرائيل، فقط من أجل تذكير بوتين وترامب ونتنياهو بأن إسرائيل ليست الجهة صاحبة القرار فيما يحدث على الحدود السورية
الإسرائيلية، وبما يتناسب مع مصالحها