0020
0020
previous arrow
next arrow

كلنتون بدل الإيراهيمي.. هل من جديد؟.. إنقسام أردني وبوستر ساخر للأسد يهدد بقصف حمص وحلب ردا على إسرائيل

 يمكن ببساطة ملاحظة الحكومة الأردنية وهي تتجاهل التعليق سلبا أو إيجابا على الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي إستهدفت بعض المواقع العسكرية في دمشق فيما وقع 82 عضوا في البرلمان مذكرة يستنكرون فيها هذه الغارات ويجددون التحذير من أي تورط في عمل عسكري يستهدف سوريا.

الإنطباع الأولي يشير لإن عمان ليست بكل الأحوال في موقع منع العدوان الإسرائيلي وإن كانت قد رفضت سابقا وعدة مرات الموافقة على ضربة إسرائيلية وقائية سريعة تستهدف مخازن الصواريخ الكيماوية في سوريا إقترحها بنيامين نتنياهو.

تقدير أرفع المستويات الأردنية آنذاك كان يشير لإن ضربة مركزة تستهدف ترسانة الكيماوي السوري قد تنتهي بحجم هائل من الضحايا يؤدي لخلط الأوراق.

 لكن عمان الحكومية والرسمية تصمت اليوم في مؤشر واضح على أن الأجندة السياسية للضربة الإسرائيلية التحذيرية لا زالت غامضة كما يقدر عضو البرلمان الأردني محمد حجوج وهو يبلغ القدس العربي: لا زالت وستبقى إسرائيل هي العدو وما تفعله الأن عدوان على شعبنا السوري.

حجوج كغيره من السياسيين الأردنيين يخشى أن تدفع بلاده ثمن تعاكس وتقاطع الأجندات في المنطقة الإقليمية وهي مخاوف دفعت سياسيا من الوزن الثقيل هو عبد الهادي المجالي للتحذير مجددا من كلفة التورط أردنيا في المسألة السورية قياسا لموقف مماثل لرئيس مجلس الأعيان طاهر المصري ألمح فيه لإن الموقف معقد جدا.

رغم ذلك بقي السؤال مطروحا: حتى الشجب الروتيني المعتاد لم يصدر عن الحكومة الأردنية..لماذا؟.

في وزارة الخارجية الأردنية التي يقودها ناصر جوده تردد بأن ضربة إسرائيل الجوية كانت متوقعة وقد تتكرر على نحو إيقاعي بطيء خلال الأيام المقبلة مع التأكيد على أن إسرائيل لا تشاور عمان عندما تقرر شيئا وتكتفي بضوء أخضر من أوباما يفسره إسترخاء نتنياهو وهو يغادر تل أبيب إلى الصين حليفة سوريا في مهمة خاصة بعد ساعات من قصفه لدمشق.

وفقا لما أبلغه الوزير جوده مرارا وتكرارا للجنة الشئون الخارجية في البرلمان الأردني عمان مصرة على أن لا تكون طرفا في أي عمل عسكري ضد سوريا وإسرائيل لا تحتاج لسماء الأردن حتى تضرب لإنها تستطيع ضرب مواقع في دمشق من الأجواء الإسرائيلية ولديها أصلا وصلة حدودية مع سوريا.

بالمقابل تصر الشروحات الأردنية على أن التواجد العسكري الأمريكي والفرنسي على الحدود مع سوريا مرتبط بمهمة أساسية ويتيمة تتيحها إحتياطات الدفاع عن الذات وتتمثل في (مراقبة) الكيماوي السوري فقط حتى لا ينفلت الأمر ويؤثر على الأردنيين.

هذا التواجد وفقا للخبير والمحلل السياسي والعسكري المقيم في واشنطن علي العربي ليس معنيا بالإشتباك عسكريا ولا علاقة له بهجمات محتملة على الأقل في هذه المرحلة لإنه يضم خبراء لوجستيات ومعلومات ومراقبة لمخاون محصنة تخص أسلحة إستراتيجية.

على مسافة موازية تقول مصادر خاصة تحدثت للقدس العربي بان الأسلحة الصاروخية الكيماوية التي تخيف الأردن وإسرائيل داخل سوريا تخضع لرقابة على مدار الساعة عبر نقاط مراقبة متطورة جدا على الحدود الأردنية السورية والسورية التركية وهي مراقبة تشمل أربعة مواقع الأن على الأقل من الواضح أن الطيران الإسرائيلي لم يستهدف بعد أي منها.

لذلك يستغرب مسئولون أردنيون خلف الكواليس وجهات النظر التي تطالب بالتدخل لمنع إسرائيل من تهديد الكيماوي السوري ما دام نظام بشار الأسد يهدد الأردن بين الحين والأخر.

 ولذلك تواصلت حالة (الفصام) داخل البنية الأردنية في قراءة مؤشرات ورسائل الغارات الإسرائيلية الأخيرة ما بين نشطاء وبيانات تطالب بالوقوف فورا مع سوريا ضد العدوان الإسرائيلي وما بين وجهات نظر ترى بان (حماقات) بشار الأسد الطائفية وجرائم الإيرانيين ضد أهل السنة في سوريا هي التي تدفع بعض السوريين والمتعاطفين معهم لتحميل النظام مسئولية العدوان الإسرائيلي.

لذلك نشر نشطاء الأخوان المسلمين وبينهم المسئول السياسي مراد العضايله ملصقا راج بعنف في وسائط التواصل يظهر فيه الرئيس بشار الأسد على متن دبابة قائلا: ردا على العدوان الإسرائيلي سأقصف حمص وحلب ودمشق مجددا.

 هذا الملصق يظهر حجم الإرتباك الذي سبتته الغارات الإسرائيلية في أوساط الأردنيين النخب والنشطاء سواء أكانوا متعاطفين مع الثورة السورية أو ضدها.

وعلى خلفيته أطلق رئيس لجنة الشئون الخارجية في البرلمان الأردني بسام المناصير تصريحا رفع فيه لاتفة تقول (لا أهلا ولا سهلا) في وجه وزير الخارجية الإيراني الذي سيزور عمان الإثنين المقبل في محاولة لجس النبض بعدما أعلن المناصير: لو طلب الوزير الإيراني مقابلة لجنتي سأغلق الباب في وجهه بسبب دور بلاده في مذابح بانياس الطائفية.

القصف الإسرائيلي مرتبط على الأرجح بأجندة سياسية حسب المحلل الإستراتيجي الأردني الدكتور عامر سبايله الذي يقدر بأن هدف إسرائيل المركزي الأن هو إستغلال الفرصة ليس لتقويض النظام السوري بل لإجبار (سوريا الجديدة) بعد بشار الأسد على المشاركة في حفلة التسوية المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي.

سوريا الجديدة بلغة سبايله هي المؤسسة العسكرية والأطراف الفاعلة التي ستجلس على طاولة التسوية الكبرى قريبا وبعد الإتفاق الأمريكي الروسي المحتمل خصوصا إذا ما قفز الأمريكيون برئيسهم الأسبق بيل كلنتون بديلا للأخضر الإبراهيمي كمبعوث دولي للملف السوري تذكيرا بأهمية الزاوية السورية في مشهد مفاوضات التسوية النهائية لقضايا المنطقة على أساس اللقاءات الشهيرة التي جمعت كلنتون بالرئيس الراحل حافظ الأسد.

إستراتيجيا قرأت المؤسسة الأردنية تقريرا إطلعت القدس العربي على بعض حيثياته ويقول بأن الصبر الأمريكي على إستبعاد الإشتباك والعمل العسكري المباشر له هدف محدد يتوافق مع الأجندة السياسية للغارات الإسرائيلية الأخيرة وتلك التي ستلحقها وهو إدامة الصراع قدر الإمكان لإستنزاف إيران وحزب ألله اللبناني.

هذا الإستنزاف يفترض أن ينتهي بدراسة تأملية عميقة لردود فعل طهران وحزب الله على تفصيلات العمل العسكري المرتبطة باجندة التسوية السياسية ومفاوضات الصفقة الكبرى في سوريا.

 لذلك تنشغل أرفع مستويات القرار الأردني بقراءة رد فعل طهران وحزب ألله أكثر من الإنشغال بالأوراق التي يمكن ان تخلطها غارات إسرائيل الأخيرة التي إنتهت بصورة نادرة بمواقف ضبابية.

السبايله كتب على مدونته يقول: المنطقة دخلت في مخاض غامض وطبيعة التطورات القادمة لا يمكن ان تقاس ضمن معيارها النظري, والمنطقة تسير بحذر نحو الصدام الاقليمي, وفي نفس الوقت تسير بقلق نحو الفوضى, لهذا يبقى السؤال الأكبر والأهم هو: “بين الفوضى والحرب هل يمكن ضمان التعامل مع نتائج مثل هذه المغامرات؟”.القدس العربي