0020
0020
previous arrow
next arrow

أوكرانيا.. معارك دامية شرقي البلاد واجتماع مرتقب في فيينا

وكالة الناس – اشتعلت المعارك من جديد في شرق أوكرانيا موقعة أربعة قتلى على الأقل مع تخوف من سيناريو حرب أهلية، في وقت يعقد البرلمان اليوم الثلاثاء جلسة مغلقة في كييف فيما سينعقد في فيينا اجتماع يتمحور حول الأزمة الأوكرانية.
وينتظر كذلك وصول وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في المساء الى العاصمة الاوكرانية لاجراء محادثات مع كبار مسؤولي البلاد.
وقبل زيارته الى اوكرانيا سيتوجه وزير الخارجية البريطاني الى فيينا ليبحث الازمة الاوكرانية مع نحو ثلاثين وزيرا بينهم الروسي سيرغيلافروف والاوكراني اندري دشتشيتسا في اطار اجتماع لللجنة الوزارية لمجلس اوروبا.
وقد وقع تبادل اطلاق نار كثيف الاثنين استمر ساعات في محيط سلافيانسك معقل الناشطين الموالين للروس كما افاد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية.
واسفرت المعارك عن سقوط اربعة قتلى ونحو ثلاثين جريحا في صفوف قوات الامن الاوكرانية على ما اعلنت وزارة الداخلية مؤكدة ان المتمردين يستخدمون السكان “دروعا بشرية” واضرموا النار في منازل ما اوقع ضحايا.
واشارت الادارة المحلية في دونيتسك الى سقوط قتيل مدني و15 جريحا بالرصاص في سلافيانسك.
كما اسقطت مروحية للجيش من طراز ام آي-24 بالسلاح الثقيل حوالى الساعة 11,30 ت غ قرب سلافيانسك.
ولاحقا، سمع اطلاق نار من اسلحة رشاشة للمرة الاولى قرب وسط سلافيانسك، ما يدل على ان الجيش يحقق مكاسب على الارض وفق مراسل الوكالة.
وكان وزير الداخلية الاوكراني ارسيني افاكوف الذي كان متواجدا عند نقطة تفتيش على مقربة من مكان المعارك، قال ان “مهمتي هي ازالة الارهابيين”، مضيفا ان “التكتيك الوحيد هو التقدم رويدا رويدا نحو وسط” سلافيانسك.
من جهته، قال رئيس الحرس الوطني ستيبان بولتوراك الموجود ايضا على مقربة من المعارك، ان “خصومنا مدربون بشكل جيد ومجهزون بشكل جيد”. واضاف “يبذلون كل ما في وسعهم لاجبارنا على استخدام اسلحة ثقيلة، لكننا لن نقوم بذلك لتجنيب السكان المدنيين”.
بدوره اكد القيادي الانفصالي فاديم اوريل لوكالة فرانس برس ان الجيش الاوكراني اطلق عليهم النيران من طوافة كما استخدم القذائف المدفعية بالقرب من مدينة أخرى على بعد خمسة كيلومترات من سلافيانسك.
وقد حذرت روسيا التي يتهمها الغرب وكييف منذ اشهر بالوقوف وراء الاضطرابات في شرق البلاد وجنوبها، الاثنين من “كارثة انسانية” في مدينتي سلافيانسك وكراماتورسك المجاورة الخاضعتين حاليا لحصار الجيش.
وقالت وزارة الخارجية الروسية “نلاحظ نقصا في الادوية كما بدأت شحنات المواد الغذائية بالتوقف”.
كذلك لاحظ مراسل فرانس برس في سلافيانسك ظهور مشاكل في التموين.
وفي “كتاب ابيض” نشر الاثنين اعتبرت موسكو ان الازمة قد تهدد الاستقرار والسلام في اوروبا في غياب اي رد مناسب من المجتمع الدولي.
واشار هذا التقرير الذي نشرته وزارة الخارجية الروسية الى ان “قواتا قومية من المتطرفين والنازيين الجدد” تنشط في اوكرانيا حيث ترتكب انتهاكات “كثيفة” لحقوق الانسان.
وكان الرئيس الانتقالي الاوكراني اولكسندر تورتشينوف حذر في وقت سابق الاثنين من ان “هناك حربا بالفعل تشن ضدنا”، بعد الحوادث الدموية في اوديسا الجمعة والتي اسفرت عن مقتل حوالى 40 شخصا.
ووفق تورتشينوف، فان “هدف (الانفصاليين الموالين لروسيا) هو الاطاحة بالحكومة في كييف”، حيث ان الاستفزازت والحوادث قد تمتد الى كافة الاراضي الاوكرانية، خاصة في التاسع من ايار (مايو) وهو يوم عطلة في اوكرانيا وروسيا حيث يحتفل بذكرى الانتصار على المانيا النازية.
من جهته اعتبر قائد قوات الحلف الاطلسي في اوروبا الجنرال فيليب بريدلاف ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قادر على تحقيق اهدافه في شرق اوكرانيا بدون عبور حدودها.
فبعد ان كان مقتنعا قبل بضعة ايام بان سيناريو تدخل القوات المسلحة الروسية في اوكرانيا امر مرجح، قال الجنرال بريدلاف في تصريحات نقلها تلفزيون سي بي اس الاثنين انه “يعتقد الان ان بوتين قادر على تحقيق اهدافه في شرق اوكرانيا.
واعتبر الجنرال ان السيناريو “الاكثر ترجيحا هو انه (بوتين) سيستمر في ما يفعله (اي) النيل من مصداقية الحكومة واثارة الفوضى ومحاولة تحضير الارضية لتحرك انفصالي” في شرق اوكرانيا.
وفي ظل تدهور الوضع، عرض الامين العام للامم المتحدة بان كي مون التوسط لانهاء الازمة. وقال لوكالة فرانس برس في ابوظبي “انني مستعد للعب دور ان اقتضت الضرورة”.
ويصل رئيس منظمة الامن والتعاون في اوروبا ديدييه بوركالتر الاربعاء الى موسكو حيث سيبحث الملف الاوكراني مع الرئيس فلاديمير بوتين.
وسيبحث بوركالتر وبوتين بحسب برلين “تنظيم طاولات مستديرة برعاية منظمة الامن والتعاون في اوروبا من شانها تسهيل حوار وطني قبل الانتخابات الرئاسية” المقررة في اوكرانيا في 25 ايار (مايو).
وكان وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير دعا الاحد الى عقد مؤتمر جنيف ثان لبحث الوضع في اوكرانيا، برغم غياب اي نتائج على ارض الواقع للمؤتمر الاول الذي انعقد في منتصف نيسان (ابريل).
في موازاة يواصل الغربيون انتهاج سياسة فرض العقوبات على روسيا. وسيتوجه وزير الخزانة الاميركي المكلف العقوبات ديفيد كوهين الى فرنسا والمانيا وبريطانيا من السادس الى التاسع من ايار (مايو) لتنسيق “تطبيق العقوبات ردا على التحركات غير المشروعة التي تقوم بها روسيا في اوكرانيا” كما جاء في بيان لوزارة الخزانة.-(ا ف ب)