0020
0020
previous arrow
next arrow

واشنطن تمهل السعودية “بضعة ايام إضافية” لتوضيح قضية خاشقجي

وكالة الناس – أعلنت الولايات المتحدة الخميس أنها ستمهل المملكة العربية السعودية “بضعة أيام إضافية” لتقديم توضيحات حول اختفاء الصحافي جمال خاشقجي بعد دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول، ما يعزز الانطباع بأن واشنطن تحاول توفير غطاء للرياض في قضية توجه اليها فيها أصابع الاتهام.
في الوقت نفسه، تواصل سيل الإعلانات الصادرة عن شخصيات في عدد من دول العالم، كان آخرهم وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، لتأكيد عدم مشاركتها في المنتدى الاقتصادي الذي دعت اليه السعودية الأسبوع المقبل، على خلفية الشبهات المحيطة بالرياض في موضوع الصحافي السعودي.
ونشر الإعلام التركي تقارير إضافية الخميس ، عما يطلق عليه اسم “فريق الاعدام” الذي يشتبه بأنه قدم الى اسطنبول خصيصا لقتل خاشقجي.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الخميس أن الولايات المتحدة ستمنح السعودية “بضعة أيام إضافية” لتقديم توضيحات حول اختفاء خاشقجي، مشيرا في ختام اجتماع مغلق مع الرئيس دونالد ترمب الى أن السلطات السعودية التزمت القيام ب”تحقيق شامل ومعمق”.
وكان بومبيو زار الرياض حيث التقى العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان، كما زار أنقرة حيث التقى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
وقال بومبيو إن الهدف هو إفساح المجال أمام “اتخاذ قرارت حول كيفية رد الولايات المتحدة على هذا الحدث”.
لكنه أضاف “لدينا علاقة استراتيجية قديمة مع المملكة العربية السعودية التي لا تزال شريكا مهما ضد الارهاب”.
وكان ترمب نفى الاربعاء أن يكون بصدد “توفير غطاء” للرياض، لكنه كرر بدوره خلال الأيام الماضية أهمية المصالح الاستراتيجية الهائلة التي تربط الولايات المتحدة بالسعودية وخصوصا في مجال مكافحة الارهاب والتصدي لنفوذ ايران والتعاون العسكري وأبعاده الاقتصادية.
وفي موقف لافت، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس أن الولايات المتحدة تتحمل “بعض المسؤولية” في اختفاء الصحافي السعودي.
وقال خلال منتدى يعقد في سوتشي في جنوب غرب روسيا “بحسب علمي، فإن الصحافي الذي اختفى كان يعيش في الولايات المتحدة. وهذا يعني بالتأكيد، أن الولايات المتحدة تتحمل بعض مسؤولية ما حصل له”.
وأضاف أن موسكو “لا تستطيع أن تخرب علاقاتها” مع السعودية، طالما “لا نعرف بعد ما حدث بالفعل”.
وفقد أثر الصحافي السعودي الناقد لسلطات بلاده بعد أن دخل في الثاني من تشرين الاول/أكتوبر القنصلية السعودية في اسطنبول. وأكد مسؤولون أتراك مقتله داخل القنصلية، الأمر الذي نفته الرياض.
ونشرت الصحافة التركية الخميس صورا تشير الى تحركات شخص قدمته على أنه الضابط في جهاز الأمن المقرب من ولي العهد السعودي، مشيرة الى أنه قاد الفريق الذي نفذ عملية اغتيال الصحافي السعودي.
وتحت عنوان “ها هو فريق الإعدام” نشرت صحيفة “صباح” التركية الموالية للحكومة صورا التقطت بكاميرات مراقبة قالت إنها لماهر مترب، وهو يصل عند الساعة 6,55 ت غ الى القنصلية السعودية وعند الساعة 13,53 ت غ الى منزل القنصل القريب.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” أفادت الثلاثاء أن ماهر عبد العزيز مترب المقرّب من وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، هو بين الأشخاص الذين حدّدت السُلطات التركية أنهم مسؤولون عن اختفاء خاشقجي.
وأوضحت الصحيفة أنه كان ضمن فريق من 15 شخصا أوفدتهم الرياض “لاغتيال” الصحافي. وقالت “نيويورك تايمز” إن تسعة على الأقل من الفريق السعودي عملوا في أجهزة سعودية للأمن أو الاستخبارات أو وزارات.
– “حقيبة كبيرة” –
ودخل خاشقجي الى القنصلية حوالى الساعة 10,15 ت غ ولم يشاهد وهو يخرج منها.
وتظهر صور الصحيفة التركية أيضا مترب، وهو يغادر فندقا في اسطنبول ومعه “حقيبة كبيرة”، برفقة مجموعة من الرجال عند الساعة 14,15 ت غ، ثم وهو يصل بعد 45 دقيقة الى مطار اسطنبول لكي يستقل الطائرة ويغادر تركيا.
وسبق للصحافة التركية أن نشرت، استنادا الى تسجيلات صوتية قالت إنها تمت في القنصلية، معلومات تفيد أن جمال خاشقجي تعرض للتعذيب وقتل في القنصلية في نفس يوم اختفائه.
وطالبت منظمات العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش ولجنة حماية الصحافيين ومراسلون بلا حدود الخميس بان تفتح الامم المتحدة تحقيقا في اختفاء خاشقجي.
– مقاطعة المنتدى الاقتصادي –
وإذا كان التريث لا يزال الموقف الطاغي لدى واشنطن في قضية خاشقجي، إلا أن وزير الخزانة الأميركي أعلن الخميس أنه لن يشارك في المنتدى الاقتصادي الذي يُعقد في الرياض بين 23 و25 تشرين الأول/أكتوبر.
وقال في تصريح صحافي “التقيت للتو دونالد ترمب ووزير الخارجية بومبيو وقررنا ألا أشارك في قمة +مبادرة مستقبل الاستثمار+ في العربية السعودية”.
وسبق أن الغى العديد من الوزراء ورؤساء الشركات مشاركتهم في هذا المؤتمر بسبب مسألة خاشقجي. وكان أبرزهم اليوم وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير ووزير التجارة الدولية البريطاني ليام فوكس ووزير المالية الهولندي فوبكه هوكسترا.
ونشرت صحيفة واشنطن بوست الأربعاء ما قالت إنّه آخر مقال للصحافي السعودي وقد تحدّث فيه عن الحاجة لحرّية الصحافة في العالم العربي. وكتب خاشقجي في المقال الذي أرسله مُترجِمه إلى “واشنطن بوست” غداة فقدان أثره “للأسف، هذا الوضع يُحتَمل ألا يتغيّر”.
وقامت السلطات التركية الأربعاء بتفتيش مقرّ القنصل السعودي في اسطنبول، وقام قسم من المحققين مساء بالتوجه الى مبنى القنصلية المجاور للقيام بعملية تفتيش هي الثانية هذا الاسبوع.