0020
0020
previous arrow
next arrow

الـعـرب والكـرد .. إخوان!

ليس في مصلحة الأكراد أنْ يُقْحموا وأنْ «يوظفوا» في كل هذه الحروب الطاحنة فالمعادون لتركيا الذين هم نظام الأسد والإيرانيون بادروا إلى دعم حزب العمال الكردستاني الديموقراطي – التركي ليس حباًّ لا به ولا بهذا الشعب ولكن نكاية بالرئيس رجب طيب أردوغان و»مشاغبة» على الدور الذي غدا يلعبه في هذه المنطقة وهنا يبدو أن الروس وبطريقة من الطرق الإستخبارية المعقدة يشاركون بهذا الدعم أيضاً وهدف هذا التحالف هو إنهاك هذه الدولة المحورية العضو المؤسس في حلف شمالي الأطلسي وتحويلها من رقم رئيسي في المعادلة الشرق أوسطية كما كانت ولا تزال إلى رقم ثانوي وهامشي غير فاعل وليس له أي تأثير حقيقي وفعلي !!.

والكارهون للعرب السنة في العراق والساعون لتقسيم بلاد النهرين إلى ثلاث دول :»دولة كردية ودولة شيعية ودولة سنية» بادروا إلى تشجيع الأكراد على إستهداف هذا المكون العراقي الرئيسي، في السابق وعلى مدى حقب التاريخ، ولعل ما حصل بالنسبة لإحدى وعشرين قرية من قرى كركوك ونينوى، ربما بدون علم ومعرفة الزعيم مسعود البارزاني، يدل على أن هناك من يريد إشغال الكرد بمعارك جانبية لإبعادهم عن هدف إقامة دولتهم المستقبلية المستقلة فمثل هذا التقسيم يقتضي خلق مثل هذه الجروح الملتهبة لجعل أبناء الوطن الواحد غير قادرين على الإستمرار بالعيش المشترك بل وفي حالة إشتباك مستمر وصراع دائم بلا أي نهاية.

وهنا فإنَّ إستخدام أكراد سورية ضد بعضهم بعضاً وضد العرب والأتراك، وحيث هناك أكراد: «سورية الديموقراطية» وأكراد حزب الإتحاد الديموقراطي الكردي (PYD) وأكراد وحدات حماية الشعب الكردي (YPG) وبالطبع أكراد حزب العمال الكردستاني الديموقراطي الكردي الـ (P.K.K)، فإن هذا يبقي على هدف قيام الدولة الكردية، التي من المفترض أن تشمل أكراد إيران وأكراد تركيا وأيضا أكراد شمالي العراق، بعيداً وبالتالي يجعل هذا الشعب المظلوم حقاًّ يخسر هذا القرن الجديد كما خسر القرن العشرين بأكمله.

إنه ليس في مصلحة الأكراد أن يكون هناك إستغلال لهذه الظروف المستجدة البائسة في العراق وأن يتم إستهداف العرب على النحو الذي تم فيه تدمير بيوت ومنازل إحدى وعشرين قرية من قرى كركوك ونينوى فهذا سيخلق جرحاً نازفاً لا يندمل بين مكونين رئيسيين في بلاد الرافدين وفي هذه المنطقة الشرق أوسطية كان التعايش بينهما وبخاصة في سورية في أرقى وأفضل أشكاله منذ عهد الدولة الأيوبية وقبل ذلك وبعد ذلك وحيث كان حسني الزعيم ثاني رئيس للدولة السورية المستقلة بعد شكري القوتلي الذي يقال أنه هو بدوره أيضاً من أصول كردية.

إنه من حق هذه الأمة ، الأمة الكردية، أن يكون لها ما لغيرها وأنه من حق الشعب الكردي «الشقيق» حقاً أن يقرر مصيره بنفسه حيث يتواجد إن في إيران وإن في العراق وإن في تركيا وإن في سورية أيضاً وأن يقيم دوله الوطنية كخطوة لإقامة دولتة القومية المنشودة فهذه مسألة لا يناهضها إلا عنصري لا يقبل لغيره ما يقبله لنفسه ولذلك فإنه على هؤلاء «الأشقاء»، الذين لم يمتزجوا بأي أمة أخرى من أمم هذه المنطقة كما إمتزجوا بالأمة العربية، أنْ يدركوا أن ما حصل مع قرى كركوك ونينوى العربية – السنية سيخلق جرحاً ليس من السهل إندماله في المستقبل وقد يخلق حالة ثأرية ستدفع ثمنها إن هي تعمقت لا سمح الله الأجيال المقبلة.