0020
0020
previous arrow
next arrow

عندما يعترف كيري بأنه عاجز ومحبط !

عندما يعلن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري أنه «محبط» لأن إستخدام القوة، أو التلويح بها، ضد نظام بشار الأسد لم تلق أذناَ صاغية في الإدارة الأميركية بإستثناء ثلاثة من أعضائها فإنه أمر طبيعي أن يفعل الروس في حلب وفي سورية كلها كل هذا الذي يفعلونه وأن يرتكبوا كل هذه الجرائم التي يرتكبونها وأن يهددوا بأنه إذا إستهدفت أميركا هذا النظام فإنهم سيزلزلون المنطقة بأسرها!!.

ما كان من الممكن أنْ يستمر هذا الصراع، الذي دخل عليه الروس والإيرانيون ومعهم كل هذه الشراذم الطائفية التي يستعرض قادتها عضلاتهم في حلب أمام شاشات فضائيات الكرة الأرضية كلها، كل هذه الفترة المنهكة الطويلة والتي قد تستمر لعقد مقبل وربما أكثر لولا تخاذل الإدارة الأميركية وتواطئها وهذا هو ما جعل كيري يبلغ بعض قادة المعارضة السورية في إجتماع مغلق كان قد تم قبل نحو أسبوعين بأنه «محبط» وأنه عليهم أن يقبلوا بحكومة إنتقالية تشارك في إنتخابات رئاسية بوجود بشار الأسد.

ولذلك ومادام أنَّ المؤكد أنَّ الروس يعرفون كل هذا الذي قاله كيري لبعض قادة المعارضة السورية وأكثر منه فإنه أمر طبيعي أنْ يبادروا إلى شن حرب إبادة مكشوفة على مدينة حلب وعلى العديد من المدن السورية الأخرى وأن يستخدموا في هذه الحرب القذرة حتى الأسلحة المحرمة دولياً وأن يهزوا قبضتهم في وجه الرئيس باراك أوباما وإدارته ويحذروه وينذروه بأن أي إستهداف لنظام بشار الأسد سيؤدي إلى زلازل في هذه المنطقة كلها !!.

وبالطبع فإنَّ مبرري هذا الموقف الأميركي المتخاذل، الذي جعل الروس يتجاوزون كل الحدود ويتصرفون في سورية وفي المنطقة كلها بكل هذا التحدي وبكل هذه العنجهية ، يقولون أن الأميركيين ينشغلون الآن بمعركة ومعارك الإنتخابات الرئاسية وأن المعروف أن الإدارة الأميركية وأي إدارة أميركية تصبح في هذه الفترة بمثابة «بطة عرجاء» لكن على هؤلاء أنْ يدركوا أنَّ هذه الإدارة قد أصبحت «بطة عرجاء» عندما تراجع الرئيس باراك أوباما عن قرار «الضربة العسكرية» ضد نظام بشار الأسد رداًّ على إستخدامه الشائن للإسلحة الكيماوية والغازات السامة ضد الشعب السوري في العديد من المدن والبلدات والمواقع السورية.

كان ماوتسي تونغ قد قال عندما إتخذ قرار «المسيرة التاريخية» المعروفة: أن طريق الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة وحقيقة أنَّ هذه السياسة الإنكفائية المتخاذلة التي انتهت إليها إدارة الرئيس باراك أوباما واستغلها فلاديمير بوتين ليتنمرد كل هذه «النمْردة» وليحضِّر نفسه لإستباحة هذه المنطقة كلها قد بدأت مبكراً بتسليم بيرق القيادة في سورية وفي هذه المنطقة كلها لروسيا ويومها كانت هذه الإدارة الأميركية قد أصبحت:»البطة العرجاء» قبل أربعة أعوام من موعد الإنتخابات الرئاسية.

ولهذا فإن بعض كبار قادة الحزب الجمهوري الذين يؤيدون المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون أكثر كثيراً من تأييدهم لمرشح حزبهم دونالد ترامب قد نصحوا قادة المعارضة السورية بأن عليهم أن يعتمدوا على شعبهم وعلى أنفسهم وعلى بعض أشقائهم العرب وبعض داعميهم الأوروبيين ويصمدوا إلى أن تمر مرحلة :»البطة العرجاء» هذه وتأتي إدارة أميركية جديدة لديها الرغبة والقدرة لإيقاف بوتين عند حدِّه!!.