0020
0020
previous arrow
next arrow

جيش التحرير الشيعي إنحطاط طائفي وأخلاقي !

آخر «مبادرات» إيران لتأزيم هذه المنطقة، أكثر مما هي عليه من توتر وحروب وتدخلات خارجية «سافرة»، إعلانها وبصورة رسمية وعلى ألسنة كبار المسؤولين فيها عن تشكيل جيش طائفي جديد تحت عنوان :»جيش التحرير الشيعي» للقتال في العراق وفي سوريا وفي اليمن… وربما لاحقاً في دولٍ عربية أخرى وبخاصة بعض دول الخليج العربي الذي من المفترض، بعد تشكيل هذا الجيش، أن يستبدل «آيات الله»!! إسمه ليصبح، بدل الخليج الفارسي، الخليج الشيعي !!.

وليسمح لنا بعض من لايزال من كبار المسؤولين الإيرانيين عقولهم في رؤسهم أن نقول إنَّ هذا إنحطاط سياسي وأخلاقي وقبل هذا وذاك ديني فتشكيل هذا الجيش المذهبي، بينما الكون كله بكل شعوبه ودوله وأديانه قد قطع من الألفية الثالثة «القرن الحادي والعشرين» أكثر من عقد ونصف من السنوات، يدلُّ على أن هؤلاء الذين يحكمون إيران مازالوا يغرقون في ذلك الماضي البعيد ومازالت مفاهيمهم متوقفة عند تلك المرحلة التي أرسل فيها الغرب الإستعماري إلى هذه البلاد جيوشه «الصليبية»!!.

والسؤال هنا هو: هل يا ترى لا يوجد في إيران عقلاء، بعد سبعة وثلاثين عاماً من وصول الحكم في واحدة من أهم من دول الشرق الأوسط إلى هؤلاء «المعممين» الذين أقدامهم وأجسادهم في هذه الألفية الثالثة وعقولهم وتصوراتهم ومفاهيمهم وتطلعاتهم و»ثاراتهم» عند بقايا المقابر الدارسة؟!.

هل من المعقول أن تكون صداقات وعداوات هذه الدولة ، التي موقعها هذا الموقع وتاريخها هو هذا التاريخ الطويل الذي تضرب جذوره في أعماق المسيرة الحضارة الإنسانية، تتحكم بها القبور الدارسة وأن يتجسد هذا في إنشاء جيش مذهبي، والكون كله في الألفية الثالثة، باسم جيش التحرير الشيعي ؟!.

إنه إنحطاط لا مثله إنحطاط .. وعلى هؤلاء الذين جعلوا القبور الدارسة تتحكم بسياسات وعلاقات دولة من المفترض أنها وصلت إلى القرن الحادي والعشرين وهي تحمل ثلاث حضارات خالدة، هي الحضارة الفارسية والحضارة العربية والحضارة الإسلامية وما اختلط بهذه الحضارات من حضارات أخرى، أنْ يضعوا في اعتبارهم أن هناك قانونا «طبيعياً» يقول: « إن لكل فعل رد فعل « وأن هذه الخطوة غير المباركة التي أقدموا عليها لن تجلب على الشيعة، العرب وغير العرب، إلا المآسي والويلات والدمار والخراب !!.

إن الصراع المحتدم الآن في سوريا وفي العراق وفي اليمن هو صراع سياسي لا علاقة لا للشيعة ولا للسنة به.. وهنا فإن المفترض أن معممي طهران يعرفون هذه الحقيقة ويعرفون أيضاً أن بشار الأسد ومعه زمرته لا يزال يحكم باسم حزب البعث العربي الإشتراكي وليس باسم محمد بن نصير.. وبالطبع ولا باسم علي بن أبي طالب ولا الحسين ولا جعفر الصادق ولا موسى الكاظم.. ولا عليٌّ (الرضا).. ولا المهدي المنتظر !!.

أنه على هؤلاء الذين أجسادهم في الألفية الثالثة وعقولهم وتصوراتهم في المقابر الدارسة منذ مئات السنين أن يدركوا أن هذا السلاح المثلمّ البائس الذي أشهروه في وجه الإسلام العظيم وفي وجوه المسلمين سيعرض الأبرياء من الشيعة، هذه الطائفة الكريمة، إلى ردات فعل غير محسوبة العواقب في مناطق كثيرة.. وفي دول وصلها تحرش «معممي» إيران مثل: باكستان وأفغانستان.