0020
0020
previous arrow
next arrow

الانتخابات ..والأموال الخارجية !

مع أنه لم يثبت حتى الآن، بل لا توجد أي مؤشرات، على أنَّ هناك أموال «سِحْتٍ» خارجية قد وصلت إلى بلدنا للتأثير على الإنتخابات النيابية التي باتت تقف على الأبواب واقترب موعدها لكن ومع ذلك فإنه لا بد من عدم إغفال لا واردة ولا شاردة إذْ أن هناك «مقاولين» معروفين ومشهورين يثرثرون بالكثير من الإدعاءات التي يتحدثون فيها عن أن لهم أزلامهم وأن لهم «إختراقاتهم» في الساحة الأردنية .

إنه لا يجوز الإتهام في هذا المجال عشوائياً لكن عندما نشعر بأن هناك مريباً «يكاد أنْ يقول خذوني» فعلى الجهات المعنية أن تتحرك على الفور وعلى أساس أنَّ الأردنيين متساوون في الحقوق والواجبات وفي كل شيء وأنه لا توجد:»لحية ممشطة» وأنها جريمة كبرى منكرة أن يتم التعامل والتعاطي مع الذين دخلوا ميدان هذه المبارزة الديموقراطية التي نحن ومعنا العرب والعجم والعالم كله في إنتظارها وفقاً لبيت الشعر العربي القائل:

فـسـارق الـورد مذمـومٌ ومحتقـرٌ

وسارق الحقل يدعى الباسلُ البطلُ

وهكذا بصراحة وبكل صراحة فإن هناك مخاوف تتكىء على بعض ما قيل سابقاً وما يقال الآن من أنَّ هناك «مقاولين» عرباً لدى بعض الدول العربية، التي دأبت على البحث عن أدوار لها في هذه المنطقة أكثر كثيراً مما تستحقه، كانوا قد إدعوا وهم يدعون الآن وهذا معلن وعلى رؤوس الأشهاد، كما يقال، بأنَّهم من خلال «أصدقائهم» كانوا قد شكلوا أهم قوة فاعلة ومؤثرة في البرلمان الأردني السابق وأن هذه القوة سوف تزداد وتتضاعف في البرلمان القادم الذي سيتم إنتخابه في العشرين من أيلول «سبتمبر» المقبل .

وهنا فإن ما يعزز هذا الذي يتشدق به هؤلاء «المقاولون»، الذين دأبوا على بيع خدماتهم لبعض الدول التي تسعى لمكانة عربية وأقليمية أكبر كثيراً من مكانتها الفعلية، أنَّ بين ظهرانينا من إدعوا ولا زالوا يدعون بأنهم إنْ ليس يرسمون مسار السياسات الأردنية في الداخل والخارج فإنهم يساهمون في تحديد هذه المسارات وهذا في حقيقة الأمر غير صحيح على الإطلاق وهو إدعاء فارغ فمطبخ السياسات الأردنية معروف لدى الشعب الأردني كله ولدى القريب والبعيد و»رحم الله إمرءاً عرف قدر نفسه فأوقفها عند حدها»!!.

إن هناك أشياء كثيرة مزعجة يقولها «المقاولون» لدى بعض دول هذه المنطقة وبخاصة بالنسبة للإنتخابات البرلمانية المقبلة وأيضاً بالنسبة للساحة الأردنية ككل وهذا يتطلب المزيد من الحذر والحيطة ويتطلب وضع حدٍّ لهذه الإدعاءات الفارغة التي دأب بعض «سياسيينا» الذين يسعون للظهور بحجوم وبأدوار أكثر كثيراً من حجومهم وأدوارهم الحقيقية وكصدىً لما يحاول تسويقه هؤلاء المقاولون الذين عرف الوضع العربي كثيرين مثلهم على مدى سنوات النصف الثاني من القرن العشرين .

إنه يجب أن تكون مصادر أموال معركة الإنتخابات النيابية المقبلة معروفة .. وبالقرش الواحد إذْ أنه لا يعقل أن يخصص متزعم لقائمة من القوائم مليون دينار.. أو ملايين الدنانير لخوض هذه المعركة وهو معروف بأنه يفترش الأرض ويلتحف السماء .. وربي كما خلقتني.. ولا يملك شروى نقير !!.