0020
0020
previous arrow
next arrow

أوباما .. اعتراف متأخر !

بعد خمسة أعوام إعترف الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه إرتكب خطأًعندما سحب القوات الأميركية وقوات حلف شمالي الأطلسي بعد إسقاط نظام معمر القذافي مما أوقع ليبيا في الفوضى وفَتَحَ أبوابها للتنظيمات الإرهابية ومن بينها « داعش « لتفعل فيها ما فعلته ولا تزال تفعله ويصبح الاستقرار على هذا المستوى من الصعوبة والاستحالة .
هناك مثل معروف يقول : « أنْ تأتي متأخراً خيرٌ من الاَّ تأتي أبداً « وهذا يعني أنْ يعترف أوباما بخطئه بعد خمسة أعوام خيرٌ منْ الاَّ يعترف أبداً لكن المشكلة هي أن هذا الإعتراف لم يعد له أي قيمة الاَّ القيمة الأخلاقية فلقد سبق السيف العذل وهذه ليبيا تغرق ، بسبب هذا الخطأ الجريمة ، في الفوضى ويأكلها التمزق وباتت إستعادة وحدتها تحتاج ربما إلى سنوات طويلة .
لقد اعترف الرئيس الأمريكي بخطأٍ واحدٍ من أخطائه الكثيرة وقد كان عليه أنْ يعترف بأن خطأه في سورية بالإمكان وصفه بأنه جريمة العصر فتردُّده شجع روسيا وشجع إيران أيضاً على إحتلال هذا البلد العربي وعلى تمزيقه وتدميره ومنع المعارضة من أن تحسم الأمور فيه بالسرعة المطلوبة بحجة أن الأولوية هي للقضاء على « داعش « وليست لإسقاط نظام بشار الأسد الذي ثبت أنه يشكِّلُ وجه العملة الآخر لهذا التنظيم الإرهابي .
ثم وهل أن أوباما لم يخطئ يا تُرى ولم يرتكب خطيئة قاتلة عندما أخذته العزة بالإثم وبادر إلى سحب القوات الأميركية من العراق سحباً عاجلاً وكيفياً ومغادرته في ذروة تدخل إيران تدخلاً سافراً في شؤونه الداخلية وفي ذروة استهدافه من قبل « القاعدة» وباقي التنظيمات الإرهابية وأيضاً في ذروة سطوة « المعادلة « البائسة التي فرضها عليه بول بريمر ومعه الذين إعتبرهم وهم إعتبروا أنفسهم منتصرين مع أنهم عادوا من» المنافي « القريبة والبعيدة على  « ظهور « الدبابات الأمريكية.
ثم وهل أن أوباما لم يخطئ يا ترى عندما أبرم إتفاقية النووي مَع َالدولة الإيرانية مَع ْأن المفترض الاَّ تُعطى إيران ماحصلت عليه من تنازلات أميركية وغير أميركية لأنها كانت تعاني من الإفلاس بسبب إنهيار أسعار النفط وبسبب الإستنزاف الذي أدخلت نفسها فيه عندما تدخلت في سورية بكل إمكاناتها العسكرية وغير العسكرية وعندما تحملت  أعباء كل هذا الحشد الطائفي الذي تجاوزت أعداد تنظيماته الأربعين تنظيماً التي جرى إستيرادها من عشرات الدول ذات اللون المذهبي التابع لولاية الفقيه في طهران .
وهكذا فإنَّ السؤال الذي ربما أن كثيرين طرحوه على أنفسهم وعلى غيرهم هو : ما الذي من الممكن أن يستفيده المتضررون من الأخطاء والحماقات التي ارتكبتها واشنطن خلال الأعوام الخمسة الماضية بعد إعتراف باراك أوباما ببعض أخطائه .. وهل أن ما لم تفعله هذه الإدارة الأميركية في نحو ثمانية أعوام بإمكانها فعله في الشهور القليلة المتبقية من ولاية رئيس لم ينافسه في التردد والوقوع في الأخطاء القاتلة أي رئيس أميركي دخل البيت الأبيض قبله من جورج واشنطن وحتى جورج بوش الإبن ؟!