0020
0020
previous arrow
next arrow

وَطَنٌ يَسَعُ الجَمِيعِ!

من الطبيعي ان يعلن الاخوان المسلمون استعدادهم لاستئناف مشاركتهم في العملية السياسية الأكثر اهمية وهي الانتخابات النيابية، وغير النيابية بعد اقرار قانون مجالس المحافظات، ومن غير الطبيعي مقاطعة الانتخابات لانها تضج تنظيماً سياسياً خارج مفهوم الدولة، ينعم بظلها وينكرها على أنها غلط.. وهي الصح.
الكل يعرف الآن الاسباب الحقيقية لمقاطعة الانتخاب ومقاطعة الحكومات ووضع شروط للتعامل معها، فقد كانت قيادة الجماعة جزءاً من قيادة حماس في غزة وكانت عصبية المغالبة هي التي تملي الشعور بالنصر هنا بعد ان نجح اخوان فلسطين في الانتخابات هناك، الى حد اعلان احد قادتهم انهم مستعدون الآن لتولي السلطة وكانت هذه القيادة تجد نفسها قريبة جداً من «القاعدة» الى حد التعزية الحزبية – ولا نقول الفردية – بالارهابي الزرقاوي، واعتباره بطلاً وشفيعاً لسبعين من أهله يوم القيامة.
ومثل هذا النمط من الخفة والعنطزة، تعاملت قيادة الاخوان السابقة وما تزال تتعامل مع الدولة بوضع شروط أبسطها موافقتهم على قانون انتخاب مفصل لهم.
المهم، أننا الآن أمام تنظيمات اخوانية عديدة لم تعد تجد نفسها مجبرة على البقاء في قمقم الخفة والعنطزة، خاصة وأنّ النموذج في غزة اثبت انه قادر على حمل مسؤوليات النضال الفلسطيني، وحوّل غزة الى امارة اسلاموية منفصلة عن الجسم الفلسطيني، ومتأرجحة بين أنظمة اقليمية وعربية تصالح وتعادي حسب حجم الدعم المالي، وكأنها ليست جزءاً من الكارثة الفلسطينية، وكأن شعب فلسطين هو رهينة لتنظيم من المفترض أنه في خدمة الشعب.
لقد اختار الاستاذ الذنيبات واخوان أخلصوا منذ البداية لتنظيم أردني كان دائماً جزءاً من الدولة الاردنية، وكان عبدالله بن الحسين المؤسس راع له كما كان راعٍ لكل فصيل سياسي يسعى لتطوير وتحديث هذا الكيان العربي، واختار الاستاذ الذنيبات ان يكون الصادع للقانون فاستحصل على ترخيص ينص عليه قانون الاحزاب.. وصار هو وجماعته حامل اسم الاخوان المسلمين، بكل ما ورثه الجماعة من تاريخها الطويل، لقد تم فصل الاستاذ لأنه قبل ان يكون عيناً في مجلس الأمة.. فهذا القبول كان جريمة لأناس قبلوا الانحناء امام علي خامينئي وتقبيل يده، ترى هل قبّل احد من الصحابة يد الرسول الكريمة؟.
هناك الى جانب الاستاذ الذنيبات عدد من فضلاء الاخوان، وجدوا أنفسهم خارج السيادة القديمة ينشئون حزباً جديداً مختلفاً، وهذا حقهم، فالاسلام يقبل التعددية، وقبلها منذ البداية فهذا الاردن كبير ويستوعب كل الجماعات التي اختارته وطناً مستقراً ثابتاً يشكل في هذه المرحلة الشعلة المضيئة في الوطن الكبير.