0020
0020
previous arrow
next arrow

غاز قطاع غزة ..هل هو الحل ؟؟

هذه الفكرة قديمة جداً تعود لمنتصف العقد الأول من هذا القرن, الحادي والعشرين, فعندما واضب إخواننا: «إخوان مصر» على تفجير أنبوب الغاز الأردني من سيناء المصرية وإلحاق خسائر فادحة فعلاً بالاقتصاد الأردني الذي كان يعاني من أوجاع كثيرة بدأ البحث عن بديل على المدى البعيد تفادياً لأي مفاجآت مستقبلية وكان أن وقع الخيار على غزة التي كانت تحت «حُكْمِ» السلطة الوطنية الفلسطينية وكان ياسر عرفات (أبو عمار), رحمه الله, لا يزال على قيد الحياة وقد أبدى حماساً منْقطع النظير لهذه الفكرة عندما فوتح بها ولكن ليس بصفة رسمية . 
 كان الضغط ولا يزال هائلاً على الأردن وكانت المعلومات المؤكدة قد تحدثت عن أن شواطئ غزة ومياه بحرها تختزن كماً هائلاً من احتياطات «الغاز» ويومها لم يكن قد تم الكشف, أو لم يكن قد تم الإعلان, عن أن الاحتياطي المصري من هذه الطاقة داخل مياه مصر الإقليمية في البحر الأبيض المتوسط يتفوق كمياً على ما لدى إسرائيل وما لدى لبنان وأيضاً على ما لدى قبرص التي تشير المعلومات إلى أنها قد بدأت الإنتاج أو إقتربت منه ولكن من خلال شركات روسية . 
 وهنا فإن ما يجدر ذكره هو أن روسيا عندما سمعت بكل هذه الاكتشافات وتأكدت منها قد أصابها ذعرٌ فعلي لأن هذه المنطقة, منطقة البحر الأبيض المتوسط, اقرب كثيراً إلى الدول المستهلكة وأهمها ألمانيا وفرنسا من حقول الغاز الروسي الذي يعتمد على الأسواق الأوروبية الغربية ولأن تكلفة استخراج الغاز «المتوسطي» أقل كثيراً من تكلفة استخراج غاز روسيا ونقله بالأنابيب عبر مسافات طويلة وعبر مناطق غير مستقرة إلى هذه الدول المستهلكة . 
 وهذا هو ما دفع الروس إلى المسارعة لاستغلال الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي مرت بها قبرص, وذلك بالإضافة إلى عوامل سياسية ودينية أخرى, وعقد صفقة مع القبارصة لحلِّ أزمتهم مقابل عقد طويل الأمد, خمسة وثلاثين عاماً, لبيعهم عمليات استخراج الغاز القبرصي وتسويقه على نحو لا يشكل أي خطرٍ على غازهم للأسواق الأوروبية وغير الأوروبية ويبدو أن الروس كانوا ولا زالوا يحاولون عقد صفقة مماثلة مع مصر تحديداً وصفقات أخرى مع كلٍ من إسرائيل ولبنان ويقال أنَّ صفقة قد تم إبرامها في هذا المجال مع سورية حتى قبل إرسال القوات الروسية لتهيمن على مناطق شواطئ «المتوسط» الشمالية الشرقية . 
 وحقيقة أن الأردن, الذي تكبد خسائر فادحة تقدر بمليارات الدولارات نتيجة غارات وغزوات «إخوان مصر» على الأنبوب الموصل للغاز إليه من الحقول المصرية في سيناء وبالطبع لأسباب سياسية تتعلق بما يسمى: «الربيع العربي», أضطر للتفكير جديَّاً بالتوجه إلى إسرائيل في هذا المجال وبخاصة وأن بعض الأشقاء «الغازيين» كانوا جزءاً من تلك التوجهات «الإخوانية» المبكرة لتعميم الفوضى في المنطقة كلها وفي مقدمتها المملكة الأردنية الهاشمية . 
 والآن وقد عاد الأردن إلى فكرة استيراد الغاز من غزة, التي هي فكرة قديمة, فإن ما يجب أخذه بعين الاعتبار هو أنَّ هناك تنازعاً بين السلطة الوطنية الفلسطينية وبين حركة «حماس» على الصلاحيات والسيادة وحيث أنه يقال أنَّ حكاية الغاز هذه وحقوله الغنية في بحر «القطاع» وشواطئه هي التي وقفت وراء الانقلاب العسكري الذي نفذته هذه «الحركة» في عام 2007 ضد الرئيس محمود عباس (أبو مازن) وضد حركة «فتح» وضد هذه «السلطة» التي حذر حتى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنها باتت مهددة بالانهيار.. وحيث يقال أيضاً أن إيران ونظام بشار الأسد كانا وراء هذا الانقلاب.. والله أعْلم.. والعِلْمُ عند الله !!