0020
0020
previous arrow
next arrow

مسألة ذوق

هناك من يحب اغنيات شعبان عبد الرحيم اكثر من اغنيات فيروز. وهناك من يستمتع باغنيات ام كلثوم «الطويلة»، بعكس آخرين، يشعرون بالضجر ويبدأون بالتثاؤب بعد المقطع الاول من اغنية «الأطلال». هناك من يفضل «المقلوبة « على «المنسف» وهناك من لا يطيق المقلوبة ولو وضعت له كل يوم منسفا ما تردد في التهامه. هناك من يحب المرأة البيضاء ومثلها الشقراء،وفي المقابل ،هناك من يفضلها «سمراء» أو «قمحيّة» أو «عدَسية» أو «فوليّة». هناك من يحب لعب»الشدّة»،ولا يفارق المقهى،وينسى ان له «أبناء» و»زوجة» و»بيت». وهناك «مثلي»، من لا يطيق الجلوس اكثر من «دقائق» في أي مقهى حتى لو كان في «الشانزليزية» في باريس. هناك من يُدمن «قراءة الكتب» بانواعها. ومنهم من يفضل «الروايات» فقط. وآخرون يقرأون أي كتاب. وفي المقابل، أعرف كائنات يبدأون بالتثاؤب بمجرد ان أمسكوا بكتاب،ويعتبرون «المطالعة» وسيلة لجذب النوم والنُّعاس. وبالطبع،هناك من لم يقرأ كتابا غير «الكتب المقررة» في المدارس والجامعات. هناك من يفضل تدخين»السيجارة اللّف» مثل التي كان يدخنها الاجداد»الهيشي»،رغم الدّخان الذي تطلقه،فيتحول المكان الى «مَدْخَنَة». الناس اذواق، والناس كما تقول اغنية المطرب محمد العزبي» الناس معادن ومن احلى المعادن تلاقي ناس». وقد يتفق الناس في «الافكار» ويختلفون في «الأذواق». عادي –