0020
0020
previous arrow
next arrow

حرية الخيار اليمني!

رغم الغضب والشتائم في خطاب حسن نصرالله في الشأن اليمني، إلا ان الرجل لم يكن اقل كرما، من علي صالح، فقدم مقترحات اربعة للحل السياسي.
يقال ان علم الكلام الدبلوماسي الراقي بدأ بجملة قالها المسيح عيسى، حين اراد اليهود جرّه الى معاداة روما فسألوه: هل ندفع الضريبة لقيصر؟! وكانت اجابته اول دروس الدبلوماسية: اعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله.
مجلس التعاون الخليجي وحلفاؤه قالوا شيئاً واضحاً: لضمان حوار جدي توصلت الاطراف كلها الى الالتزام به على ضوء المبادرة الخليجية فالمطلوب:
1-عودة شرعية الحكومة والرئيس.
2-انسحاب الانقلابيين من كل المدن التي احتلوها بالتآمر مع الرئيس المخلوع السابق، واعوانه في الجيش، واعادة اسلحته المنهوبة.
3-عودة لجنة الحوار – بكل احزابها، وبينها الحوثي وحزب علي صالح – للاشراف على تنفيذ المرحلة الانتقالية ووضع الدستور الجديد واجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية!!.
لم يطلب مجلس التعاون الخليجي وحلفاؤه: القضاء على الحوثيين وحليفهم، ولا حرمانهم ولا اقصاءهم، ولا ابادتهم، وانما وضعهم في حجمهم الحقيقي السياسي ورفع ارهابهم للشعب وحكمه بالقوة.
الشعب في اليمن الشمالي يعرف الزيديين فقد حكموه طويلا، وآخر امرائهم المؤمنين كان البدر بن يحيى حميدالدين، المتوكل على الله عام 1962، فالزيدية طائفة لا علاقة مذهبية لها بالاثني عشرية الايرانية، والواصل لم يكن التاريخ القديم، وانما علي عبدالله صالح الذي قفز في حضن طهران ايام كان شعب اليمن في الشارع يهتف خلال سنتين: ارحل.. ارحل.. وبناء على وساطة ومبادرة مجلس التعاون الخليجي استقال علي صالح، وبدأ يشبك تحالفه مع طهران، ومع حزب زيدي – وليس كل الزيدية – فوجد ان الهدف للسيطرة مرة اخرى بوضع ابنه في موضع الرئيس هو: اخضاع الجنوب الذي كان معروفاً باليمن الديمقراطي، واخضاع الشوافع سكان السواحل والسهول، واخضاع بعض القبائل ومنها قبيلته حاشد وصنّوها بكيل بالقوة، فالرجل نهب شعبه كما تقول الامم المتحدة بثروة مقدرة بين 30-70 مليار دولار..!
الصورة، الآن يجب ان تكون واضحة، ولا يصح قبول منطق حزب الله ووزير خارجية العراق بأنهما ضد «التدخل الخارجي»!! فهل حزب الله ضد التدخل وهو يتدخل في سوريا؟! وهل من المعقول ان تكون حكومة العراق ضد التدخل وهي تطالب بالتدخل الاميركي؟!.
الجميع يعرف ان عملية «عاصفة الحزم» احرجت السياسة الايرانية بعد العنطزيات الكلامية عن «السيطرة» على باب المندب بعد هرمز، والسيطرة على العراق وسوريا ولبنان واليمن، وغزة فايران هي فعلاً نمر من ورق، لأنها تحارب العراقيين بالعراقيين وبأميركا، وتحارب السوريين بحزب الله اللبناني، وجماعة ابو الفضل العباس العراقية، فهي تحارب – كما كانت بريطانيا – حتى آخر رجل لبناني وسوري وعراقي وليبي.