0020
0020
previous arrow
next arrow

نحو بعثات جامعية للفقراء

صحيح أنني لم استطع الحصول على بعثة الى الاتحاد السوفياتي بعد تخرجي من التوجيهي عام 1974، لكن اخي نبيل حصل عليها وتخرج من هناك. وعندما امعن النظر في شباب حارتي ومدينتي ومحافظتي ، فأنني اعرف العشرات، لا بل المئات الذين لولا وجود دول الاتحاد السوفييتي والمنظومة الاشتراكية، بما فيها اليمن وكوبا، لما تمكن معظمهم  من اكمال تعليمهم.
بالنسبة لي فقد تبوأت منصب عامل متجول وعملت في الكثير من المناطق في المملكة بيدي ، حتى استطعت انهاء تعليمي الجامعي في جامعة بيروت العربية ، وبعدها في جامعة القديس يوسف. وهكذا فعل امثالي من الفقراء.
وقد تحملت جامعة باتريس لوممبا للصداقة بين الشعوب (اسمها الحالي الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب) في موسكو الحمل الأكبر من الطلبة  القادمين من جميع دول العالم، ليعودا الى دولهم أطباء و مهندسين وصحافيين ومن كافة الإختصاصات، ويرفدوا نقاباتهم المحلية ويخدموا مجتمعاتهم، ولولا هذه المنح المجانية لعمل معظم هؤلاء في مهن دنيا، او لم يجدوا عملا في الأصل.
غني عن الذكر، ان هذه البعثات توقفت حاليا ، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ومعظم دول المنظومة الاشتراكية ، الذين كانوا يقدمون هذا البعثات مجانا لجميع الأحزاب والمنظمات السيارية والقومية الثورية.
لا انوي البكاء على الأطلال هنا ، لكنني افتقد هؤلاء الخريجيين، بعد ان تحولت الجامعات المحلية  والإختصاصات المهمة فيها كالطب او الهندسة بفروعها، تحولت الى مرتع لأبناء الأغنياء والقادرين ، وعاد الفقراء الى مهنهم العادية ، اذا لم يتمكنوا من الوصول الى الجامعات الرسمية . فتناقص عدد الخريجيين ، وتم استبعاد الفقراء بشكل شبه نهائي.
قلت انني لا انوي البكاء على الأطلال هنا، بل انني ادعو نادي خريجي الاتحاد السوفييتي في الأردن(نادي ابن سينا) الى السعي لدى الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب لفتح باب البعثات- ولو قليلا- لأبناء الفقراء.
ما يجعلني اتفاءل في امكانية فتح هذا الباب  مجددا هو ان الجامعة تغير اسمها لكن لم يتغير محتواها وبقيت عبارة(…. للصداقة بين الشعوب) في الجامعتين السوفياتية السابقة والروسية الحالية (وهما ذات الجامعة طبعا). اضافة الى ان روسيا تسعى الى ان تلعب دورا مهما في المنطقة ، كما كان يفعل الاتحاد السوفييتي الصديق، وهذا دافع مهم يمكننا استثماره.
اذا نجح الرفاق في نادي ابن سيناء في هذه المهمة ، فإننا سنرفع قبعاتنا لهم احتراما ، ومن لا يرتدي قبعه  منا،سوف يرفع رأسه فخرا بهم وتقديرا لهم.