0020
0020
previous arrow
next arrow

شخصيات وهوية

شدتني صورهم كثيرا , الحج صافي …أم معاذ , وزوجة معاذ …
الحج صافي في كل الصور التي عرضت , ظهر مرتديا شماغه وعقاله ,وفي بعض الصور كان يحمل (مسبحته) …ولو أنك وضعته بين مئة جنسية فستعرف من عينيه ولون البشرة واللكنة , أنه كركي ..من الأردن , وينام على فرشة من الصوف , والدشداشة التي يلبسها , تم تفصيلها عند خياط في الكرك , والرضى الذي يغمر القلب لايولد سوى في قرى الجنوب …
أما زوجة معاذ , لاحظوا إشارها , ووجها …بنت من الطراونه في الجنوب ..كانت تحلم بعائلة وأولاد , وأكبر طموح لها أن تذهب إلى العمرة , مع رفيق دربها الشهيد معاذ …وأن تنجب له الأولاد , وتبني معه أسرة كبيرة …ومن حديثها تدرك حجم الذكاء , ولهجتها الكركية تخرج بالفطرة …هي لا تعرف (الأن جي أوز) ..هي لاتعرف ماذا نعني بتمكين المرأة ربما, ولا يعنيها ما يسمى دراسات (الجندر) هي إمتداد (لمشخص )…والصبر , وكأنك تلمح في عيونها ..نشيد الكرك 
ياسامي باشا ما نطيع 
ولا نعد رجالنا ..لعيون مشخص والبنات 
ذبح العساكر كارنا …
وهي أيضا , إمتداد لتلك الشكيمة التي , بناها حسين الطراونه , في شوارع الجنوب وشخصيات الناس هناك .
 أم معاذ …كلما سمعت حديثها تذكرت أمي … أمي كانت تعيد الجملة أكثر من مرة , وبعد إنهائها الفكرة …لابد من إدخال دعوة نابعة من القلب , تطلب فيها التوفيق ..والرضى …تماما مثل أمي – رحمها الله- الوجه المستدير , والمنديل الذي يغطي الوجه , والشيبات اللواتي تمردن , وبرزن من طرف المنديل ..وأظنها تضع على مخدتها (يانس) الصلاة , وأحلى أيامها حين تلم الأولاد والبنات يوم الجمعة في منزلها …وتطهو لهم , من القلب , وعند كل (رشة) ملح تدعو لهم بالفلاح والدروب الخضراء …
لايوجد محطة في العالم لم يظهر فيها الحج , صافي ولا يوجد , أب في العالم لم ينظر بإعجاب إلى صبر ذاك الكركي النبيل , ولا يوجد فتاة في مقتبل العمر لم تنظر بفخر ووقار إلى زوجة معاذ الشهيد البطل , إلى بساطتها ..وذكائها , وإيمانها المطلق بأن زوجها , ألهم العالم وألهبه , وأنه …حتى على شبكات الأخبار في الأرجنتين , والمكسيك ودول أمريكا اللاتينية , كان بطلا وملهما للشباب …مشى بكل كبرياء , وواجه الموت , ولم ينخفض رأسه ظل مرفوعا ..مثل الجبال في (عي)…ولا يوجد أم في العالم , لم تعجب بشخصية والدة الشهيد 
أم معاذ والحج صافي وزوجة معاذ ….هؤلاء كانوا هوية الدولة , وعي كانت القرية التي …لمت العالم كله , على أطراف جبالها …
شكرا لكم ..فصورة معاذ التي وضعتها إبنتي زينة في غرفتها , هي ليست مجرد صورة لشهيد …هي أيضا هويتي التي أعتز بها …