تجديد
زمان كان التلفاز يبدأ بثه في الساعة الرابعة مساء ويغلق في الساعة ال(12) بعد منتصف الليل , وللان أحاول أن افهم معنى الدائرة الملونة التي كانت تظهر حين يغلق , ولا أعرف .
كان لراغب علامه (كوكو) وكان يظهر على المسرح «مسشور» ..ولم يكن الفيديوكليب الذي ينتجه التلفاز متقنا , ولكنه يشدنا …أتذكر المطرب إبراهيم خليفه كثيرا ما كان يظهر في حديقة التلفزيون يغني :-
( عايش أنا عشانك عايش عشان حنانك) …وكان البربيش الذي إستعمل لسقاية شجر الحديقة يظهر في التصوير لا أنسى أيضا الرجل الذي يرتدي شماغا ويحمل كيسا أسود ويمر بسرعة من خلف إبراهيم خليفة ..كان المراسل الذي يعمل في مكتب المدير .
وثمة مشهد في التقارير الميدانية التي يعدها سالم علي ذياب – سالم في ذلك الوقت كان شابا وسيما , ويرتدي ربطات عنق حمراء – وكلما أعد تقريرا ظهر في الخلفية بكم , ورجل يجلس في الصندوق الخلفي , وتكسي 200 قديم …للعلم لم يكن الصلع والكرش قد داهم سالم علي ذياب وقتها .
إخلاص يخلف كانت تقدم , الأخبار أحيانا , وترتدي حلق ضخم ونتيجة لحركتها تظهر (خرخشات) الحلق مع الصوت , لكنها كانت أخطاء بسيطة …عابرة .
أتذكر أنطون شمعون قائد الفرقة الموسيقية , أين أنطون يا ترى لم أشاهده منذ زمن بعيد …؟
وكنا نتتظر محمد جميل عبدالقادر , في المجلة الرياضية ..كانت بداية البرنامج عبارة عن مشهد لجمال أبوعابد , وصوت محمد جميل يعلق على مباراة لنا مع العراق ويقول :-
( وجمال أبو عابد وممكن ايشوط وشوطاطو ..حلوه وبشطوط جمال وجووووووول) ..بصراحة أمضيت خمسة أعوام كاملة وأنا أدقق في عبارة محمد جميل عبدالقادر , هل كان يقول :- شوطاط أم شوتات …لا أعرف ؟
سوسن تفاحة هل تذكرونها ؟ ..لم تخطيء بحرف أو كلمة في نشرة الأخبار وكانت سيدة وقورة , عشقنا وجهها وحضورها قبل صوتها …كنت أظن أنها تحفظ نشرة الأخبار (كرجة مي) …وأنا كنت أمضي ثلاثة أيام في محاولة لحفظ قصيدة لبدر شاكر السياب ضمن منهاج اللغة العربية , وفيما بعد تبين أنها تقرأ عن شاشة , خذلتني سوسن …كنت اسأل نفسي وقتها ياترى حين تعود هذه السيدة لمنزلها هل من الممكن أن تحضر (قدحة) ثوم للملوخية مثلما تفعل أم يونس مثلا .
صدقوني أنني لا أتباكى على ذلك الزمن , ولكني اسأل لماذا كانت الأشياء ..أجمل وماالذي إختلف ؟ …الأمم الحية تجدد في السياسة وتحافظ على الكلاسيكية في الإعلام , بريطانيا مثلا أنتجت شاب عمره (39) إسمه (توني بلير) رئيس وزراء لها وظل محمود المسلمي المذيع في هيئة الإذاعة البريطانية (البي بي سي) يعد ويقدم برنامج :- السياسة بين السائل والمجيب …لم يترك مكانه منذ (40) عاما وحتى وقتنا هذا …
بالمقابل نحن نجدد في الإعلام والسياسة على حالها ….ياترى أين المطرب إبراهيم خليفة وأين إختفي , ما زلت اذكر أغنيته :- ( عايش أنا عشانك عايش عشان حنانك) …وما زلت أذكر تلك الدائرة الملونة التي يضعونها حين يغلق التلفاز ..وأحاول أن أفهم ماذا تعني ؟