0020
0020
previous arrow
next arrow

وسادة الشيطان المسجوعة

يقول الإيطاليون:» الرجل العاطل عن العمل وسادة الشيطان» ويقول الألمان:»يرقص الشيطان في الجيب الفارغ». أما العرب فيقولون عكس ما يفعلون تماما ، فهم يقولون:»قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق» وأول ما يفعله رجال الدكتاتور العربي هو منع المعارضين من العمل والسفر.

ومع افتراض حسن النية عند مبتكر هذا القول ، الإ ان الإفراط في السجع والتباهي بالقافية (بلا قافية) قد جعل قطع الأعناق مساويا لقطع الأرزاق في الجرم ..وهذا ليس صحيحا على الإطلاق ، ويمنح الظالم حق القتل المساوي لقطع الأرزاق.

نحن شعب تتحكم فيه القافية والسجوع بأنواعها والبيان والبديع والجناس والطباق والتوريات وماشابهها، ونغير احكامنا بشكل يتناسب مع القافية والعكس ليس صحيحا . وقد قرأنا في كتب التراث عن ذلك الوالي العربي في بلاد فارس  الذي كان عاشقا للسجع، وفي احدى الجلسات العامة اراد توجيه الحديث المسجوع الى قاضي يسمى (فقم )، فقال الوالي :

– أيها القاضي فقم..

ولم يستطع اكمال الحديث على ذات القافية ، لكنه لم يتخلى عن السجع فقال :

– ايها القاضي فقم …قد عزلناك فقم!!

وهكذا سقط القاضي فقم ضحية السجع مثلنا جميعا .

اقول ان قطع الأعناق لا يشابه ولا يقارب قطع الأرزاق مطلقا ، ففي الثمانينيات كنت مقطوع الرزق وممنوعا من السفر والعمل ، لكني كنت اشتغل عاملا في المشاريع وعاطلا عن العمل لسنوات حتى صار عمري 34 عاما عندما رفعت الأحكام العرفية وجاء البرلمان  عام ،  1989    خرجت من الزنزانة، ووجدت عملا واشتغلت ..بالتأكيد لم يكن قطع عنقي آنذاك يساويه قطع رزقي .

السجوع تنفع للشعارات والمظاهرات والإعتصامات والأغاني والنواح ، لكنها لا تصلح  ابدا من اجل تكوين ثقافة الشعوب.