0020
0020
previous arrow
next arrow

سأحدثكم عن بيدر

كان الطفل بيدر يعشق طرح الأسئلة، لكن عشقه الأكبر كان الحصول على إجابة يرضى عنها تماما. المشكلة أن اسئلته كانت غاية في التعقيد، رغم سذاجتها الظاهرة- ومن الصعب، وربما من المستحيل الإجابة عليها بشكل يرضي بيدر بيك.

 

بالطبع كان بيدر اذا سمع الأهل يضحكون ، أو يجيبون ما لا يرضيه، كان يملأ البيت والحارة صراخا وضجيجا، ويصر على تلقي إجابة نموذجية مدعمة بالأسانيد والبراهين العلمية والعملية ، دون أن يتيح لمتلقي السؤال  اية خيارات،  مثل الاتصال بصديق، او حذف اجابتين. أما شطب السؤال ، فمستحيلة  بالضرورة التي ليس لها احكام عند بيدر، الا اذا خطر في باله سؤال آخر اكثر تعجيزا.

واليكم بعضا من نماذج اسئلة بيدر، وقد  شهدت شخصيا بعضا من معاركها العائلة، وكنت الطرف الضاحك حتى الدموع دون أن اشارك في عناء الإجابة ..وها هي بعض تلك الأسئلة من استخلصها لكم من اشلاء ذاكرتي المثقوبة:

– مين أقوى. المفتاح والا الحوت؟؟

–  مين أقوى. المّية والا الطيارة؟

– مين أقوى . البنطلون والا الشعر ؟

وهناك عشرات الأسئلة المشابهة، إضافة الى اسئلة  قد تبدو اسهل مثل:

– من يصنع الكاسات. الإنسان أم الآلات؟؟

المشكلة في جميع الأسئلة السابقة ، انك لا تستطيع انهاء الموضوع باختيارإجابة ، كأن تقول أن الحوت أقوى من المفتاح، حيث يتصدى لك بيدر ويقول أن الحوت لا يستطيع أن يفتح باب البيت  مثل المفتاح، وإذا قلت أن المفتاح هو الأقوى يقول لك، لكن  المفتاح لا يجيد السباحة ويغرق فورا بالماء. وطبعا فإن الإجابة على سؤال  من يصنع الكاسات، تخلق ازمة اقليمية تمتد عالميا في بيت  أصدقائي خزامى ومدحت لتعم المجموعة الشمسية ومجرة درب التبانة على الأقل.

الان وبعد مرور العديد من السنوات، انوي أن اتقمص شخصية صديقي بيدر الذي لم يعد طفلا، لأسالكم بذات الطريقة:

– مين احسن ..النظام السوري والا المعارضة؟؟؟

المشكلة أنك هنا سوف تسمع ضجيجا وصراخا ليس من بيدر الجديد(يعني انا) بل من الذين اجابوا على السؤال بشكل مختلف، وكل واحد يخوّن الآخر ويتهمه بالعمالة والقبض من هذا او ذاك. ومن المستحيل أن يسمح  أي منهما للآخر بوجهة نظر مغايرة بدون اتهامات. …..ولعت.

وتلولحي يا دالية.