0020
0020
previous arrow
next arrow

ليس دفاعا عن خليل عطية!

خليل عطية نائب نشط، لا يكف عن الحركة، شهادتي فيه مجروحة، لأنه صديقي وهذا ليس سرا، وهو ليس صديقي فقط، بل صديق ومحبوب من قبل الآلاف من أبناء الشعب الأردني، فهو النائب المخضرم الذي دخل مجلس النواب غير مرة بأعلى الأصوات على مستوى الوطن، وهو حسب حاسديه قبل محبيه، نائب فاعل جدا لا يكف عن الحركة، تعلم كيف يكون «نائب وطن» بعد أن أتقن لعبة نائب الخدمات و «الوسيط» بين الناس ودوائر الحكومة، يندر أن تجد مواطنا في الدائرة الأولى (وهي دائرتي) لم يقدم له خليل معروفا أو «ساعة ماء» أو كهرباء، أو توصيل خدمات، يندر أن يرد صاحب حاجة، مع أن هاتفه لا يكف عن الرنين، يحمل ثلاثة هواتف، يجلس معك وهو ينظر إلى إحداها، ربما هو واحد من أنشط المتفاعلين على فيسبوك، وهي ميزة لم يجرؤ كثير على «اقترافها» ، لو استرسلت في الحديث عن خليل ساعات لما وفيته ما يستحق، فهو رجل غريب أحسده أحيانا على قدرته على التفاعل مع القضايا اليومية للناس، وتحمله لهم، انشغالاته لم تمنعه من العودة إلى مقاعد الدراسة لدراسة القانون، بعد سنوات طويلة من دراسته للهندسة، أملا في تطوير قدراته البرلمانية، كثير من زملائه في البرلمان ينتظرون ماذا يقول، كي يعرفوا إلى اين يتجهون بالحديث، ولا ينكر هذه الحقيقة أحد!
لماذا أتحدث اليوم عن خليل عطية ؟ 
لقد ساءني شخصيا ما قيل عنه في الآونة الأخيرة بسبب صورة له نشرت على شبكات التواصل الإجتماعي وهو «يُشرب» منسف السفير الأمريكي، حسنا، هو مشهد غريب ويفتح أبواب التعليقات و «الثأر» ممن يترصد خليل، وينتظر «ممسكا» ما عليه، يقول لي ببراءة: فجأة وجدت نفسي على منسف مع الرجل، ولم يكن ثمة من «يشرّب» فتصرفت بمنتهى العفوية، وبدأت اصب الشراب لي، ولم يكن من الذوق أن لا أصب له أيضا، والحقيقية أن هذا ديدن خليل، في أي «عزومة» يوجد بها، فهو يبادر لخدمة الصغير قبل الكبير، وكم رأيته يتحرك بين ضيوفه محاولا أن يؤدي واجبا تعلمه بعفوية من بيته وأسرته ووالده وأشقائه، القصة أن تلك اللقطة الخبيثة التي بدا فيها خليل في ذلك المشهد، دون أن يدري كيف تم تصويره على ذلك النحو، نحن نعرف أن كثيرين يوجدون في ولائم فيها من تحب ومن لا تحب، وقد تجد نفسك وجها لوجه مع شخص ما، ربما لا تحب أن تأخذ صورة «تذكارية» معه، هل هذا التصرف «خيانة» للوطن؟ أعترف أنني استأت من الصورة، ولكن ما ساءني أكثر ذلك الاصطياد في الماء العكر، والذهاب مذاهب شتى في التأويل والتشويه والنيل من سمعة الرجل، له أخطاؤه وعثراته لا شك، لكنه بكل المقاييس إضافة نوعية لمجلس النواب، ومحبوه في طول البلاد وعرضها أكثر من أن يحصوا، ويكفي أن ترافقه في مناسبة ما كي تعرف مدى ما يتمتع به الرجل من احترام وشعبية!
لم أقصد الدفاع عن خليل عطية وإن فعلت، ولكن لنسأل: كم شخصية تنتظر دعوة السفير الأمريكي في الأردن،  فلم التركيز اليوم على مشهد «تشريبي» بلعه كثير من البسطاء.؟