0020
0020
previous arrow
next arrow

زواحف وسلاحف

ما كاد الجمهور يلتقط قائمة السلع المعفاة من ضريبة
المبيعات حتى إنفجرت مساحة واسعة من النكات وضجت
مواقع التواصل الإجتماعي والمجالس العامة والخاصة
بالتعليقات الساخرة .
فكر أحدهم أن يذهب الى الصين حيث هناك تجد كل شيء
وأعد قائمة من السلاحف والزواحف , لكنه قبل ذلك ذهب الى دراسات كثيرة تصنف
الزواحف وأسنائها وفوائدها وأنواعها , بلا أدنى شك هو مخطئ , فالزواحف لا تحتاج لأن
تستورد من الخارج , هناك زواحف بلدية وهناك أخرى مهجنة وما عليه إلا أن يبدا رحلة صيد
قبل أن يذهب الى وزارة الصناعة والتجارة لتسجيل شركة وعلامة تجارية ويبدأ تجارته .
لا أعرف ربما كان زج هذه السلاحف والزواحف في قائمة السلع المعفاة بالصدفة أو بالخطأ
وربما كان مقصودا , هناك من يتحدث عن مستفيد من هذه الإعفاءات وبعضهم بالغ
كثيرا عندما ذهب الى نظرية المؤامرة وإقترح أسماء كبيرة مرشحة للإستفادة من هذه
التجارة .
ليست الزواحف سلعا غذائية مع أنها في بعض الدول هي كذلك ففي الصين تعتبر من
المقبلات على موائد الطعام تطبخ بأناقة جنبا الى جنب مع الصراصير وبعض الحشرات ,
والناس تلتهمها بنهم , قبل الوجبة الرئيسية وهي « مخ القرد «
تقول الحكومة أن النكات التي اطلقت حول السلاحف والزواحف افقدت قرار تخفيض
الضريبة عن السلع الاساسية قيمته ونحن نقول أن الحكومة هي التي سمحت لإنفجار هذه
النكات , فالجمهور لم يخطر على باله لأبعد خيال ممكن أن يستدعي الزواحف والسلاحف
كمادة للسخرية , الحكومة قدمتها له على طبق من ذهب.
ما دام أن الهدف من قرار إعفاء السلع هو تخفيض تكلفة مائدة افطار الاردني فهل نتصور
أن تكون السلاحف والزواحف من ضمن هذه المائدة ..
• سطو غاية في الطرافة .
ولو يا رجل , إذا قررت أن تسطو اليوم على بنك ,تـاكد من أنك ستحتفظ بالمال الذي
تعتزم سرقته لمدة لا تقل عن 24 ساعة .
هذا ما لا يحصل مع سراق البنوك , فلا تصمد الأموال التي يسرقونها بين أيديهم سوى
ساعات , وكأن مهمتهم مثل مهمة شركات نقل الأموال من فرع لأخر , هم لا ينفقونها ولا
يتصرفون بها بل يحتفظون بها بإنتظار الشرطة أن تقرع جرس الباب ربما أو أن تقتحم
المنزل , وربما لا تقتحمه فالسارق يجلس وإلى جواره المال المسروق كاملا بالفلس والدينار
حتى أنه لم يمدد يده اليه ليشري علبة سجائر أو ساندويتش شاورما .
هذه سرقات غاية في الطرافة , لا أعرف بماذا يفكر هؤلاء عندما يقررون القيام بمثل هذه
السرقات السخيفة , وكأنها لعبة محملة على هاتفه الخلوي يتبعها خطوة بخطوة .
هل يسرق كي يتم القبض عليه ولماذا يفعل ذلك ؟.
هل يعتقد أن الحياة في داخل السجن أفضل منها خارجه ولماذا ؟
هل أصبح السطو على البنوك مواسم , مثل حفلات الزفاف والتخرج من المدارس
والجامعات تبدأ وتنتهي بمواعيد.

عصام قضماني