0020
0020
previous arrow
next arrow

اقتراح عملي لاستئصال عنف الجامعات


كتب لي أحد القراء الأكارم يقترح حلا لعنف الجامعات، بعد أن كثر الحديث هذه الأيام عن العنف الجامعي في بلدنا، والاقتراح كما يقول: يجب ان تكون بداية دخول اي طالب / طالبة الى الجامعة هي دورة عسكرية تدريبية على غرار خدمة العلم السابقة، وان تكون هذه الدورة داخل الحرم الجامعي وليس خارجه ولمدة شهر واحد فقط  لما فيها من ضبط وربط ولياقة تهذب النفس وتلزمها بالنظام والأخلاق، وان يكون التدريب من مسؤولية القوات المسلحة الأردنية الباسلة حيث انها الجهة الوحيدة التي تستطيع ان تقوم بهذا الواجب الوطني لما يتمتع به افراد جيشنا العربي وبسبب وجود مدربين محترفين فيه، وبهذا العمل يكون لدينا شباب وشابات ملتزمون وواعون ومدركون ومنضبطون تجاه بعضهم البعض ومدرسيهم ومديريهم داخل الجامعة وخارجها.
ويختم صديقنا اقتراحه بالتأكيد أن من خدم في القوات المسلحة سابقا أو خدم خدمة العلم فهو يختلف كليا عن الذي لم يخدم فيها، فنحن نعتز ونقدر كل من تخرج من مدرسة القوات المسلحة.
والحقيقة أن هذا الاقتراح بناء ويجدر بنا أخذه على محمل الجد، بل إنني أعتقد أن على صاحب القرار أن يعيد خدمة العلم برمتها، ولو بشكل مختصر، أي أن يخدم الشباب والشابات أيضا لمدة شهر واحد على الأقل، سواء كانوا من طلبة الجامعات أم من غيرها، كي نعيد الاعتبار لقيم الرجولة والضبط والربط، لأن هذه الخدمة تربية لا بد منها، ليس للقضاء على عنف الجامعات، بل على العنف المجتمعي برمته، ناهيك عن أنها تقضي على الميوعة والانفلات، وتشيع قيم وطنية تسهم في تدعيم مشاعر المواطنة، وتذيب أي فروقات أو أحاسيس جهوية أو مناطقية، وتسهم في بناء الوحدة الوطنية والجبهة الداخلية، وقد يبرز هنا سؤال: من اين نأتي بالمخصصات المالية لعمل كهذا؟ واقول إن هذه ليست مشكلة إن حصلت القناعة بجدوى عمل كهذا، حيث يمكن «تدبيره» بأي صورة كانت، حتى ولو بفرض دينار على الفواتير أو المعاملات الحكومية، ولن يضير المواطن دينار جديد يضاف إلى الدنانير الكثيرة التي تتعلق بفواتيرنا ومعاملاتنا الحكومية الكثيرة، ابتداء بدينار التلفزيون، وانتهاء بفلس الريف، مرورا بعشرات الذرائع والحجج التي تبتدعها الحكومات لفرض الضرائب والمكوس على الناس، وأعتقد أن أي مبالغ ندفعها لذلك الهدف النبيل ستكون في ميزان حسناتنا في الآخر، وهنائنا واستقرارنا في الدنيا!
أشكر صديقي القارىء على اقتراحه البناء، واتمنى أن يحظى بما يستحق من انتباه، بعد أن أصبح العنف المجتمعي والجامعي بخاصة، سمة تهدد استقرار مجتمعنا، وتبعث على قلق الآباء خاصة ونحن اليوم في بداية سنة جامعية جديدة، نترقب بخوف ماذا ستحمل لنا من «هوشات» وإطلاق نار، وقنوات!