0020
0020
previous arrow
next arrow

تهديدات الأسد ورفاقه ضد الأردن

لن تجد احدا في الاردن يؤيد الضربة الامريكية ضد سورية لان الجميع يعرفون ان الضربة ستؤذي الشعب السوري قبل النظام السياسي.
اللافت للانتباه هنا كثرة رسائل التهديد التي يتلقاها الاردن من المسؤولين السوريين،سرا وعلنا،من تصريحات الاسد حول انتقام حلفائه له اذا وقعت ضربة عسكرية،والانتقام بالتأكيد سيكون من دول الجوار اي الاردن وتركيا،بالاضافة الى رسائل التهديد التي تأتينا من مسؤولين في الخارجية السورية،وعبراعلاميين على صلة بدمشق الرسمية.
ابراق التهديدات يؤدي الى ردة فعل سلبية تجاه النظام السوري،على المستوى الشعبي،وهذا مايجب ان يفهمه المسؤولون السوريون،لان عمليات الانتقام ستولد كراهية شديدة قد تصل حد الانقلاب وقبول الضربة العسكرية للخلاص من النظام،حتى لو تأذى السوريون برمتهم.
دمشق الرسمية تعرف ان اي عمليات انتقامية سيتأذى منها الاردنيون العاديون،وهنا لايمكن ابدا ان يتم امساك لحم الناس الحي والتهديد بتقطيعه وحرقه،على فرض ان الامكانية متوفرة بهذه البساطة،وان البلد مستباحة.
الاغلبية الاردنية التي تقف ضد الضربة العسكرية،يتم احراجها واستفزازها بهكذا تصريحات،باعتبارها لاتريد ضرب دمشق الرسمية،ولا الشعب السوري،فيما دمشق الرسمية تقول انها ستنتقم منهم،تحت ذريعة وجود مداخلات رسمية اردنية في الازمة السورية.
لاتعرف ايضا،كيف يتم التهديد بالانتقام من الناس،مادام ذات الناس لايريدون اي اذى للشعب السوري،ولاعبثا امريكيا في سورية تحت عنوان تحرير دمشق من النظام الحاكم،ولاتدميرا لمقدرات البلد الشقيق؟!.
هذه مرجلة تحرج حتى اولئك الذين يعتبرون ان هناك مؤامرة على سورية رسميا وشعبيا،واولئك الذين يؤمنون ان الهدف تدمير مقدرات سورية وتفتيت البلد وتقسيمه من الداخل،وتدمير الجيش السوري ايضا.
الاصل هنا ان يستقطب الاسد شعوب دول الجوار بدلا من التهديد بقليهم في مقلاته اذا وقعت الضربة،خصوصا،ان المتآمرين على سورية عددهم بالعشرات عربيا ودوليا،ولانسمع طبول التهديد الا ضد الاقرب،اي الاردن،وهي لغة لاتسمع ذات جرأتها ضد عشرات الدول الاخرى.
يتناسى من يهدد،وجود اكثر من مليون وربع مليون سوري في الاردن،سيكونون عرضة لذات الفوضى الدموية،ولعمليات رد الفعل.
تيار واسع بين الاردنيين لايؤمن بالاسد،ولابالنظام الرسمي،لكنه يتخوف من اتخاذ «تأديب النظام» ذريعة لتدمير سورية البلد والشعب والامكانات،وهؤلاء ايضا يتم فضهم من الضفة المعاندة للضربة المتوقعة ضد دمشق،بسبب رسائل التهديد التي تتسرب تارة بشكل ناعم او بشكل خشن،علنا او سرا،وهي رسائل تتدفق دون توقف.
قد يأتي احدهم ليقول مادمتم لاتريدون سماع برقيات التهديد،فعليكم ان تضغطوا على دولتكم من اجل عدم التدخل،وينسى اصحاب هذا الرأي ان اغلبية الاردنيين ضد التدخل اصلا،كما ان اي ضربة سيكون مصدرها المؤثر والفاصل قوة واشنطن العسكرية عبر البحر،ولم نسمع ان هناك بوارج اردنية تصطف في بحر الرمثا استعدادا للضربة.
في كل الحالات فأن اي مداخلة اردنية في الحرب مرفوضة كليا،واذا تم القفز عن هذا الرفض الشعبي،فلايصح لحظتها التهديد بالانتقام من الاردنيين شعبيا،وكأن جهنم لابد ان يدخلها الجميع سواسية.
كل مانتمناه ان تحدث معجزة ما،ولاتتم الضربة العسكرية،لان الذي سيدفع الثمن هو الشعب السوري وجيشه الذي سيلتحق بالجيش العراقي.
ليسمح الاسد لنا ان نقول له،ان التهديد الضمني بالانتقام من الاردن،سيؤدي عمليا الى انقلاب الشارع الاردني،وقد يخرج ليطالب بتدخل الاردن عسكريا لكف شر الجوار،فتصريحاته هنا مكلفة جدا.
لحظتها قد يأتي طرف ثالث ليفجر او يخرب في الاردن،اتكاء على تهديدات الاسد،ليتم اتهام دمشق الرسمية،ولتتم التوطئة لمداخلة اردنية في هذه الازمة،من باب الثأر،وهذا اعتبار يتوجب على دمشق التنبه له،اذا بقي في دمشق من يقرأ النصائح المشهرة أوالمشفرة معا.
لانريد ضرب سورية،ولا التورط في الحرب،ولايحق لهم ايضا التلويح بايذائنا،وهكذا تلويح سيؤدي في المحصلة الى انقلاب الاردنيين وقبولهم ضرب نظام الاسد،لانه بات خطرا عليهم ايضا.