0020
0020
previous arrow
next arrow

صناديـق الاقـتـراع والـرأي المـسمـوع

لأنّ الأردن في منطقة، الأمنُ والاستقرارُ فيها أمر غير اعتيادي، فهو دولة استثنائية في مسيرته، على طريق البناء وترسيخ أسس الديمقراطية، ولأنّ إجراء الانتخابات في أي دولة، مؤشر على استقرارها وثباتها، وقوة دعائمها الوطنية، فإن الانتخابات البلدية غداً على مساحة الوطن الأردني، تُعتبر محطة وطنية ومفصلا أساسا في بناء الإصلاح، لا بدّ للجميع أن يتفاعل معها، وأن يكون شريكاً فعالاً فيها، من أجل المشروع الوطني الكبير، الذي نحلم به جميعاً باعتباره بوابة للولوج إلى حالة إصلاحية شاملة، فلم يَعد الجلوس على مقاعد المشاهدة فقط عملاً سلبياً فقط، بل هو عمل غير وطني، فالوطن بحاجة لنا جميعاً؛ حتى نكون على قدر قدسيته، وقدر ما أعطانا إياه على امتداد العقود الطويلة. 
ولأنّ الانتخابات على اختلاف أنواعها، تُشكل الأرضية اللازمة للإصلاح، بكل مفاصله وأبوابه وفصوله، وهي تعظيم للدمقراطية وتكريس للمشاركة لا بدّ لنا أن نكون متفاعلين معها؛ لنسير واثقين على طريق التنمية الشاملة، نحو الهدف المنشود. 
غداً علينا أن نتأهب جميعاً، بكافة فئاتنا واتجاهاتنا، للعبور إلى محطة جديدة في الإصلاح، مصرّين على المضي في هذا الطريق، متناغمين مع إصرار قيادتنا، بأن يكون الأردن أقوى من كل الظروف، والمعيقات، بإذن الله تعالى، لأننا كأردنيين يجب أن ندرك «ونحن كذلك»، أنّ مصلحة الوطن تكمن في عبور كل فصول برنامج الإصلاح، ومحطات طريقه. 
منْ يرغب في المشاركة بتغيير الأردن نحو الأفضل، وأن يكون له رأي، ويكون له دور في القرار، عليه المشاركة في المسيرة، من خلال اندماجه ومشاركته الفاعلة في الانتخابات البلديّة، التي تمسُّ حياة كل واحد فينا على المستوى اليومي، ولاختيار من يعبر عن آماله وتطلّعاته. 
الكرة غداً في مرمى الناخبين، فقد جاء وقت قطاف جديد، بعد أن كان في العام الماضي قطاف عظيم، على مستوى مجلس النواب، فالمجالس البلدية لا تقلُّ أهمية بأيّ شكل من الأشكال عن دور المجالس النيابية، فهي أيضاً عمل سياسي وطني، لا بدّ من التفاعل معه، لأنها كما قلنا تمسُّ حياة كل واحد فينا، فلا يأتينَّ غداً أحد لم يشارك في الاختيار، ويعترض على النتائج والاداء، من يريد أن يؤثر في النتائج، عليه أن يُبادر في المشاركة، بعيداً عن المصالح الذاتية الضيقة، ومن الواجب الوطني أن يكون الانتخاب على أسس البرامج، وهنا نستذكر ما ذكره جلالة الملك، في إحدى أوراقه النقاشيّة قبيل الانتخابات النيابيّة، وأشَّر إلى أن المواطن عليه أن يتحمل واجبه الوطني، لانتخاب الأفضل من ناحية الكفاءة والقدرة على خدمة الصالح العام، وقدرة من يختارونه على اتخاذ القرارات، وتحمل نتائجها، إن كانت في سبيل المصلحة الوطنية.
غداً أمامنا فرصة تاريخيّة، ومحطة مهمة، من محطات طريقنا الطويل، على طريق الإصلاح، محطة تفتح الأبواب مُشرعة لمشاركة الجميع في صناعة المستقبل، الذي نرنو إليه جميعاً. 
المشاركة في الانتخابات غداً تقع في باب الواجب الوطني، فلم يَعد مجدياً أن يظلَّ البعض جالساً على قارعة الطّريق، ولا ينظر إلا إلى الجزء الفارغ من الكأس، ويجلد ذلك الجزء الكبير الناصع المليء بالإنجازات الوطنيّة، فلم يَعد يَحق لأحد يمارس سلبية مطلقة إزاء المحطات الوطنيّة، أن يبدي رأيه، من يريد أن يكون رأيه مسموعاً، فدونه صناديق الاقتراع.