0020
0020
previous arrow
next arrow

إياك أعني وإفهم يا جارة!!

أليس مضحكاً حتى الإستلقاء على الظهر أن تطلب روسيا،
بعد تلك «المهارشة» الإيرانية – الإسرائيلية فوق سورية وعلى
أرضها، من كل دول جوار هذا البلد العربي أن تحترم السيادة
السورية وهي نفسها لم تحترم هذه السيادة التي كانت
وجَّهت أكبر إهانة وعدم إحترام عندما بقيت تستدعي بشار
الأسد إستدعاءً لمقابلة ليس فلاديمير بوتين وفقط وإنما نائب
رئيس الوزراء الروسي أيضاً..وأين؟ في «حميميم» وعندما منعه ضابط روسي من اللحاق
بالرئيس الروسي في هذه القاعدة نفسها التي من المفترض أنها أرض سورية.
مسكينة هي «السيادة السورية» المعتدى عليها بالطول والعرض ليس من قبل الروس
وفقط، الذين يسرحون ويمرحون في هذا البلد العربي بدون إستئذان لا بشار الأسد ولا
إستشارته وبالطبع ولا إستشارة حكومته، وإنما من قبل إيران أيضاً ومن قبل عشرات
الألوف من الميليشيات الإيرانية والأفغانية والباكستانية والعراقية ومن قبل الأميركيين
والأتراك.. وقطعان «داعش» التي جرت لملمتها من كل أرجاء المعمورة ومن أربع رياح الأرض.
والمؤكد والذي لا نقاش فيه أن كل صاحب ضمير عربي ليس يرفض وفقط وإنما من
المفترض أن يتصدى وبالسلاح إن سمح له ذلك إلى الإعتداء والعدوان والتطاول الإسرائيلي
المتكرر على السيادة السورية فسورية دولة عربية عزيزة ومشكلتها أنها أبتليت بنظام
أقل ما يمكن أن يقال فيه أنه «أرعن» وأنه شرع أبوابها على مصاريعها للإسرائيليين
وللإيرانيين وللأميركيين وللروس ولكل من هب ودب.. ولكل عابر سبيل أيضاً.
عندما لا «يتمرجل» هذا النظام إلاّ على الشعب السوري ويستعين بالإيرانيين وبالروس
وبكل هذه الميليشيات المذهبية المستوردة من العديد من الدول القريبة والبعيدة فإنه
أمر غير مستغرب أن تكون السيادة السورية ليس غير محترمة وفقط بل ومستباحة من
قبل كل هذه الدول والتنظيمات التي تتقاتل على أرضها ومن قبل إسرائيل التي لا تزال
تحتل «الجولان» وقامت بضمه إليها.. إن هذا هو واقع الحال وإن هذه هي الحقيقة التي
تشعر كل عربي فيه ولو الحد الأدنى من النخوة العربية بأن خنجراً مسموماً ينغرس في
سويداء قلبه.
وعليه فإنه عندما يحذر الروس من أي تطاول على السيادة السورية من «دول الجوار» بعد
المواجهة الأخيرة بين الإيرانيين والإسرائيليين فإن الواضح أنهم يقصدون إسرائيل وأنهم
تركوا الإتهام «معمما» بدون تحديد تحاشياً لإغضاب بنيامين نتنياهو الذي خلال ولايته
الأخيرة زارهم سبع مرات متلاحقة، إن في موسكو وإن في سوتشي، وهنا فأغلب الظن
أنهم لا يقصدون لا تركيا الحليف الأقرب إليهم مع أنها عضو مؤسس في حلف شمالي
الأطلسي وأن جيشها هو الأقوى في هذا الحلف بعد الجيش الأميركي ولا العراق وبالطبع
ولا الأردن والمثل يقول:»إياك أعني وإفهم يا جارة»!!.صالح القلاب