0020
0020
previous arrow
next arrow

أضواء

منذ أيام , وأولادي يطالبونني بشيء غريب..لم أتمكن من الحصول عليه وهو :- تلك الاضواء التي تعلق على الكتف
والزم جهاز الأمن العام افراده بارتدائها , في الليل..وأنا أبحث في الاسواق ولكني لم أجد يبدو أنها صممت خصيصا
للجهاز..ويبدو أنها ضرورة ومهمة…وكلما خرجنا في الليل يشاهدها الأولاد وتلفت انتباههم.
طلبت من أحد الشرطة أول أمس , أن يعيرني الضوء الخاص به ولكنه رفض الأمر…لدي سؤال ,هل يرتدي الباشا
داوود هاكوز واحدة منها حين يذهب للميدان…؟
في الفترة الأخيرة ,حدث تطور في أداء الجهاز..بالتحديد بعد حادثة إربد , فحين يوقفونك ويكتشفون أن ترخيص السيارة قد انتهى منذ
اشهر يعبرون عن المسألة , وحين تقطع إشارة ضوئية..وتتجادل مع الضابط حول لونها حين عبرت وهل كانت أحمر أم برتقاليا , تكتشف أن
الضابط للحظة كان يريد التأكد من هويتك ورخصة القيادة…ويتفق معك ويتركك تمضي ,هناك أمر تغير وهو أن هذا الجهاز ليس وسيلة
عقاب بقدر ما هو مؤسسة لتطبيق القانون…وهذا ما يجب أن يفهمه المواطن ويدركه رجل الأمن في قرارة نفسه…وهذا ما يحدث مؤخرا.
زمان كنا نعاقب أطفالنا بكلمة :- (بجيبلك الشرطة)..بعد قصة الاضواء التي طرحوها , والزموا الافراد بوضعها على أكتافهم صار الأطفال
يريدون رؤية الشرطة , فالمسدسات لم تعد تلفت الأنظار بقدر هذه الاضواء , ثمة أبعاد إنسانية بسيطة ربما لا يدركها البعض ولكننا حين
نتبصر بها قليلا , نكتشف أن لها تاثيرا مهما جدا..وهذا الجهاز تعرض مؤخرا لهجمة شرسة , لم يكن يستحقها…وعلينا في لحظة أن نعيد
النظر في كيفية تعاطينا معه.
كنت أظن أن أطفالي وحدهم , الذين لفتت هذه الظاهرة انتباههم ولكني اكتشفت أن أغلب الأطفال في عمان ,مثل أطفالي تغريهم
الأضواء…والحقيقة بالنسبة للناضجين ليست مرتبطة بذاك الضوء فما يلفت انتباهنا هو :- تلك الأرواح التي مازالت في بلدنا بالرغم من ضيق
الحياة والتعب…ما زالت مضيئة..