0020
0020
previous arrow
next arrow

الأردن والسعودية والمزايدات المشبوهة!

منذ لحظة الإعلان عن مشروع «نيوم» الإقتصادي الهائل أوضح وليُّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، هذا
الشاب الذي أثبت مبكراً بأنه بمثابة سهم منطلق إلى الأعلى من قوسٍ مشدودة الوتر، بأنه سيكون مشروعاً عربياًّ
تشارك فيه إلى جانب المملكة العربية السعودية مصر والمملكة الأردنية الهاشمية وهذا معلن ومؤكدٌّ وعلى أنَّ
أساس حدود هذه الدول الثلاث الشقيقة تتداخل عند نهايات البحر الأحمر الشمالية وتشترك إنْ ليس مباشرة
فملامسة بقناة السويس التي تعتبر طريقاً بحرياًّ دوليا تلتقي عنده ثلاث قارات هي آسيا وأفريقيا وأيضاً من الناحية
العملية القارة الأوروبية .
إنَّ هذه مسألة محسومة ومعلنة وكل الجهات المعنية إنْ في بلدنا الأردن وإن في الشقيقة الكبرى مصر قد أُبلغت بها ونوقشت فيها
وستتناقش في تفصيلاتها عند بدايات التنفيذ أيضاً لكن ورغم هذا كله فإنَّ حزب الدَّس والتخريب والتشويه الذي من المعروف أن مرجعيته
في إيران هناك وعند بشار الأسد الذي من الواضح أنه سيضيع مُلْكاً وصل إليه بسهولة والذي بسياساته الرعناء أوصل سوريا درة الأقطار
العربية إلى كل هذا الدمار والخراب وإلى كل هذا التمزق وكل هذه المصائب التي وصلت إليها.
وهكذا فإنه لا يحق «لمزايد» مرتبط بـ «الأجندة الإيرانية» أن يحشر أنفه في مسألة تشكل علاقات أخوية صادقة وفي الإتجاه الصحيح ثم وإن هذا
«التشاطر» الأكثر من اللزوم هدفه التخريب وتشويه المواقف ودق الأسافين في علاقات المملكة الأردنية الهاشمية بالمملكة العربية
السعودية التي بقيت وعلى مدى تاريخ طويل المبادر الأول عندما تشعر أن بلدنا بات يواجه طارئاً إقتصادياًّ أو أمنياًّ وأيضا أو سياسياًّ ولعل ما
يجب أن يقال في هذا المجال أن كل الأردنيين يعرفون أن بواسل الجيش السعودي كانوا دائماً أول الواصلين إلى خطوط المواجهة بيننا
وبين إسرائيل وهذا كان في حرب 1948 وحرب 1967 .. وبعد ذلك .
عندما كان فقيدنا الكبير الحسين العظيم، أمطر االله تربته بشآبيب رحمته، في الولايات المتحدة للعلاج كان العاهل السعودي الراحل عبداالله
بن عبد العزيز أول العرب الواصلين إليه وعندما إنتقل إلى جوار ربه أعلن كبار المسؤولين السعوديين أن الأردن في بؤبؤ العين وأن السعودية
لن تسمح بأن يطاله أيُّ ضيم وحقيقة أن هذا الوعد قد تكلل بالصدق ودائماً وأبداً منذ تلك المرحلة الصعبة وقبلها وحتى الآن .. واالله جلَّ
شأنه قبل الجميع يعرف هذا وتعرفه القيادة الأردنية الحكيمة التي دأبت على مقابلة اليد الممدودة بالخير إلى بلدنا بالصدق الأخوي وبذل كل
ما يستطيع الأردن بذله لإبعاد أي أذى عن هذه الدولة الشقيقة العزيزة التي لم نر منها وفي أي يوم من الأيام إلا الخير والمساندة.
إنه على الذين يحاولون، بحجة الحرص على الأردن، تعكير علاقاتنا مع أقرب الأشقاء إلينا وأحرصهم علينا وأصدقهم معنا أن يتذكروا أن الحدود
الأردنية والسعودية لم تشهد أي ظهور عسكري إلا للمساندة والدعم ودفع الأذى وإلا للنجدة عندما يواجه أيٌّ من هذين البلدين الشقيقين
طارئاً يستهدف أمنه وإستقراره وكل هذا بينما بقيت جيوش أصحاب الشعارات العروبية الطويلة العريضة تُدفع في إتجاه حدودنا .. وتدخلها
مرات عدة إستهدافاً لأمننا وإستقرار بلدنا .. وأيضاً لوجوده وهنا فإنه لا بد من الإشارة إلى أن أصحاب الضمائر المريضة هؤلاء قد حاولوا همساً
وبقصد التشويه والإساءة حشر إسم إسرائيل بين أسماء الدول العربية المشاركة في هذا المشروع الذي يعتبر مشروع القرن الحادي
والعشرين الإقتصادي الذي ستترتب عليه نجاحات مستقبلية إقتصادية وسياسية كثيرة .