0020
0020
previous arrow
next arrow

قصة قرنزح وبرنزح

أبناء جيلي وبعض الأجيال التي تلته يتذكرون قصص الجدات والأمهات التي كانت تتلى دون توقيت محدد ودون أدنى التزام بالأمانة العلمية أو الواقعية ، لكن هذه الأمور لم تكن تهمنا قط، لأننا لم نكن نعرف بوجودها أصلا وفصلا.

لذلك اعتقد أن الكثيرين منكم يتذكر قصة (قرنزح وبرنزح)، والتي من الممكن أن تتغير بعض مسمياتها قليلا ، حسب اختلاف المناطق واللهجات أو حسب مدى ذمّة الجدات. وهي تتحدث عنز لديها أبناء (قرنزح وبرنزح)، وكانت تتركهما في البيت بعد أن تغلق عليهما الباب ، وتطلب منهما الا يفتحا الباب الا إذا سمعا صوته وهي تقول:

– ياقرنزح يا برنزح

افتح البابين وافرح

في قريناتي عشيّب

في بزيزاتي حليّب

فيفتحا الباب لأمهما ويفرحان بالحليب والعشب. لكن الثعلب المكار أو الذئب الغدار ( لا أذكر تماما) كان ينوي الإحتيال عليهما لفتح الباب ليفترسهما. لذلك قام بتقليد صوت الأم وصوار يقول لهما من وراء الباب:

– ياقرنزح يا برنزح

افتح البابين وافرح

في قريناتي عشيّب

في بزيزاتي حليّب

فصدق أبناء العنزة الموضوع وفتحا الباب للحيوان المفترس الذي قام بإلتهامهما على الفور.

لكن الخيال الشعبي الجامح الذي يرغب النهايات السعيد لا يترك القصة هنا ، بل تأتي الأم فتعرف أن اطفالها في بطن الوحش ، فتنطحه في قرونها فتبقره فينشق بطنه، فيخرح الأطفال أحياء يرزقون، فرحين بأمهم…..(دراما هندية كاملة الأوصاف).

لكن الطبعة الجديدة من القصة – كما وردتني من مصادر غير مصرح لها وغير موثوق بها ، ولم تتح لي فرصة التأكد من الخبر من مصادر أخرى ، تقول هذه الطبعة الطازجة من القصة بأن قرنزح ، عندما سمع صوت الذئب الذي يقلد صوت الماما وقف على قائمتيه وقال:

-إقلب وجهك بلا برادة وقلّة أدب يا ايها الذئب الحقير ..فإنني أراك من العين السحرية للباب.

بالتأكيد ذهب الذئب مخذولا ، لكن نجى بحياته من الموت (بقرا) بقرون الماعز الأم ، ونجا من الموت من أجل وجبة واحدة.

المشكلة إننا نراهم بالعين المجردة والسحرية

ونقول لهم:

– ابتعدوا ايها الفاسدون السفلة ..ايها المنافقون ..يا باعة الأوطان يا …يا… يا …..



لكنهم لا يبتعدون عن باب البيت ويستمرون في تقليد دور الأم ، وكأننا لم نقل شيئا ولا نعرف شيئا، ويستمرون في النهب والسلب و الترشح لينوبوا عنها في السلطات..والمشلكة أنهم ينجحون دائما ، وربما نضطر الى أن نحشوا العين السحرية في ….. فهي لم تعد تفيدنا في مكانها الصحيح.

إننا نترحم على ايام الذئاب التي كانت تعرف وتخجل وترجع مكسوفة .



ghishan@gmail.com