0020
0020
previous arrow
next arrow

تحريض مرفوض على العراقيين

لااحد يقبل الاعتداء على كرامة اردني،والاعتداءات بتنا نراها مراراً وآخرها اعتداءات حراسات السفير العراقي في عمان،على مواطنين.

يقال هذا الكلام حتى لاندور حول ذات التأكيدات،غير ان مانسمعه بالمقابل من تحريض مرفوض ضد العراقيين،يجعل المرء يأسف على ماوصلنا اليه.

ما ذنب الشعب العراقي لاهانته كله من باب رد الفعل،وضرب عراقيين وحرق سياراتهم وبيوتهم،وايذائهم بكلام جارح،ولاكأننا امة واحدة،في نهاية المطاف،ورد الفعل بهذه الطريقة لايثأر لنا بأي حال،بل يسيء الينا مهما قيل في تبريرات الغضب؟!.

هناك من يعتقد انه كان من الخطأ اساسا اقتحام مناسبة السفير العراقي والتشويش عليها،في مكان انعقادها الرسمي التابع لوزارة الثقافة.

لايجوز تناسي مواقف العراقيين معنا،عشرات الاف الطلاب من الاردن تخرجوا من جامعات العراق،ودرسوا مجانا،عشرات المليارات دخلت البلد من العراق،فوق النفط المجاني،كل القطاع الخاص والعام استفاد من العراق،وهذا خير العراق وليس خير صدام حسين الشخصي،فوق العلاقات الانسانية بين الشعبين العربيين الكريمين،وانتسابهما الى اصل واحد.

كل هذه الذاكرة العظيمة يتم تناسيها اليوم،وماقاله ،المحامي ضرار الختاتنة الذي تعرض شخصياً لاساءات جسدية ولفظية مست كل واحد فينا،كلام واع جدا، ويستذكر العراق،وضرورة ضبط النفس،وعدم خلق موجة من الكراهية للعراقيين في الاردن والعراق،لانهم منا ونحن منهم،وهذا كلام عاقل وسط هذه الفوضى.

نشد على يد المثقفين الاردنيين الذين اصدروا بيانا البارحة قالوا فيه للسفير العراقي انه غير مرغوب فيه،وانه يتوجب محاسبة من اعتدى على اردنيين،وتنديد البيان بموجة الكراهية التي تفجرت،ضد العراقيين،وهذا كلام محترم ويمثل الضمير الاردني.

سؤال:اذا اعتدى اردني على اي شعب عربي ،مثلا،والمواطن منا قد يخطئ لاي سبب كان..هل نقبل لحظتها ان يتم الرد على كل الاردنيين في ذلك البلد،او الاساءة للاردن وشعبه؟!.

لنا في قصص لاخطاء مواطنين منا في دول اخرى ادلة على ان شعوبا عربية،وفي حالات تم فيها القبض على افراد تورطوا في قضايا قتل او ارهاب،فلم ترد هذه الشعوب بتغذية الكراهية ضدنا،بل تم حصر التجاوز والاعتداء بمن ارتكب الخطأ؟!.

لايباع حق الاردني،ولايجوز التفريط فيه،لكننا مرة اخرى نقول ان بث الكراهية والتحريض على شعب عربي كامل،امر غيرمعقول،والواضح ان القصة تتجه للتحشيد المذهبي،بأعتبار ان العراق شيعي اليوم بنظر كثيرين.

هذا التحشيد يتم توظيفه لغايات اخرى،تتعلق باثارة كراهية الناس ضد الشيعة،توطئة لقبول اي عمل عسكري ضد النظام السوري،بأعتباره مصنفا،كنظام علوي شيعي،وبحيث يكون التحشيد مفيدا بمنع الاعتراضات،بل بقبول اي مداخلة عسكرية بأعتبار ان الشيعة سواء،وان المعسكر واحد،ويتوجب الانتقام من كل هذا المعسكر.

كرامة الاردني تعادل الدنيا ومافيها،غير ان كرامة العراقي ايضا من كرامتنا،ولايجوز هذا الفن الجديد في تقسيم العراقيين الى سنة وشيعة،وشتم العراقي الشيعي،بأعتبار ان السني مقدس،فالعراقي عراقي.

دعونا من التورط في لعبة كبيرة تريد شحن الناس مذهبياً ضد العراقيين الشيعة،لتسييل هذه الكراهية لاحقا في سياق التصفيق لاي ضربة عسكرية اسرائيلية او دولية ضد سورية ،باعتبارها جزءا من المعسكر الشيعي الممتد الى العراق وايران ولبنان.

هناك قوى تحاول توظيف غضب الناس الطبيعي واستثماره لغايات سياسية لاتخطر على بال احد،من بينها ايضا نسف اي تطور في علاقات الاردن بالعراق،خصوصا،بعد مشروع انبوب النفط،وفي ذات الوقت فأن هذا الغضب يصب لصالح الحملة العربية ضد حكومة المالكي،وماتواجهه ايضا من وضع معقد في غرب العراق الثائر فجأة.

في كل الحالات لابد من محاسبة من اعتدى على مواطنينا،ورد الفعل العشوائي بالاعتداء على عراقيين في الاردن،مدان ومخز،وقد يفتح الباب لاعتداء عراقيين على اردنيين في العراق.

اذا كانت كل علاقاتنا تتدهور مع جوارنا،من السوريين الى العراقيين،مرورا بالمصريين،وغيرهم،فعلى ماذا نراهن في هذا الزمن الصعب؟!.

[email protected]