0020
0020
previous arrow
next arrow

حان الوقت لتقاسم الأدوار!

قبل أن تجف دموع الفرح التي ذرفتها إسرائيلي فرحا بركل مشروع القرار في مجلس الأمن الذي يخرج المستوطنات من دائرة «الشرعية الدولية» جاءتها الصفعة الكبرى، بإعادته للتصويت، وبإصرار غريب من .. فنزويلا، ويقال بطلب ودعم مباشر من واشنطن، التي مررت القرار بالصمت!
عرباننا «الجذريون» ليس لهم علاقة بالمشهد، فهم لم يحتفلوا بالقرار، ولن يهمهم حتى ولو صدر قرار بعدم شرعية إسرائيل ذاتها، فهم ينتظرون ذلك اليوم الذي يصرخ فيه الحجر للمسلم: يا مسلم هذا يهودي يختبىء ورائي، تعال فاقتله!
ما غاب عن هؤلاء الجذريين والأصوليين، وربما الجميع، أنه منذ اليوم علينا أن نفرق بين ما يجب عمله اليوم وغدا، وما ستفعله الأجيال القادمة، بمعنى، ثمة اليوم أدوات متاحة لمواجهة الدولة المارقة المسماة إسرائيل، من أدوات «نضال» يقرها ويعترف بها القانون الدولي، وثمة آمال وطموحات غيبية، هي جزء من عقيدتنا، ولكن لم تنضج الظروف لممارستها، ولا تعارض بين انتهاج خطين في المواجهة، خط لليوم، وخط للغد، وتلك مسألة تحتاج لبحث أكثر، ربما يحين وقته يوما ما!
-2-
ماذا يعني القرار، فيما يجب عمله اليوم؟
يجيب كاتب عبري، عن سؤال: ما يمكن أن يحصل لإسرائيل؟
مقاطعة المستوطنات – مزيد من الدول تنضم الى المقاطعة الاوروبية على المنتجات من المستوطنات، وقد تفرض ايضا عقوبات على شركات تعقد صفقات معها.
هزة في الاقتصاد – شركات اسرائيلية، بما فيها بنوك وشركات تسويق أيضا، فتعمد الى اغلاق فروعها خلف الخط الاخضر خشية للمقاطعة الدولية.
دعاوى في لاهاي – شخصيات اسرائيلية تشارك في المشروع الاستيطاني ستكون عرضة لدعاوى في المحكمة الدولية في لاهاي.
ريح اسناد للفلسطينيين – رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن سيستغل الزخم ويطلب من مجلس الأمن قبول فلسطين عضوا في الامم المتحدة.
ونسأل: ألا تستحق هذه المخاوف، أن نتعامل بإيجابية مع قرار كهذا؟ بل ماذا لو «دعم» الجذريون الأصوليون كل جهد بهذا الاتجاه، وكفوا عن لعن الفريق الآخر؟ ماذا لو جلسوا مع بعضهم البعض، وتقاسموا الأدوار؟

حلمي الاسمر