0020
0020
previous arrow
next arrow

رسائل من واشنطن: عمان ضد التورط عسكريا في سورية.. وأمير قطر تجنب لقاء الملك عبدالله الثاني رغم تواجدهما في نفس الفندق

 محددة على الحدود مع الأردن.

وردت وسائل الإعلام الرسمية الأردنية بإظهار التأكيد على رسالة الموقف المعتاد والمتمثلة في أن عمان ليست ولن تكون طرفا في أي سيناريو عسكري ضد نظام الرئيس بشار الأسد.

هذا التباين في رسائل الإعلام الرسمي أعادت تنشيط العلاقة المأزومة حاليا بين عمان ودمشق وبشكل يعزز الإنطباع بان شيئا ما يتحرك في المنطقة ويعكس حزمة من التوترات حسبما يلاحظ رئيس مجلس الأعيان الأردني المخضرم طاهر المصري.

الملاحظة اللافتة جدا للنظر خلال الساعات القليلة الماضية تمثلت في إعلان وكالة ‘سانا’ السورية الحكومية تعطيل سيرعشر سيارات بسلاح متوسط حاولت التسلل من الأردن فجر الجمعة والإشتباك مع القافلة المسلحة لمن تسميهم دمشق بالإرهابيين الذين يدخلون لتخريب سورية من نقطة حدودية تعتبر عمياء على الحدود.

والحديث هنا عن قافلة بأسلحة متوسطة يوحي ضمنيا أن المسألة لها علاقة بما يتردد عن أسلحة أمريكية وبريطانية سلمت لمعارضين سوريين، حيث تم التركيز على نقطة حدودية محاذية لمدينة المفرق الأردنية تتميز بالوعورة ولم تشهد في الماضي نشاطا للاجئين السوريين. وتشكك تقارير سورية بأنها النقطة وهي ‘ميتة’ بالمعنى الأمني اذي يستخدمه الأمريكيون.

الرواية السورية لما يفترض انه يحصل بمحاذاة مدنية المفرق تحاول لفت النظر لممرات جبلية وعرة كانت تستعمل دوما في التهريب وهي نفسها الممرات التي قالت وكالات أنباء أن قوات المراقبة الأمريكية تقيم فيها بكثافة بل وتتحكم بها.

لكن الرواية الأردنية مختلفة تماما وتشير لإختلاق مثل هذه القصص من قبل إعلام دمشق حسبما قال مسؤول بارز في الحكومة الأردنية ‘للقدس العربي’ بهدف تضخيم مسألة وجود قوات أمريكية في الأردن لأغراض الهجوم العسكري على سورية، وهي قوات يقول الأردنيون انها موجودة أصلا في إطار إستراتيجية دفاعية وليس هجومية.

لذلك طلب رئيس الأركان الأردني الجنرال مشعل الزبن من واشنطن وعلى هامش لقاء عابر مع الوفد الإعلامي المرافق للملك من الصحافة التركيز على العبء الكبير الذي تواجهه القوات المسلحة الأردنية في إستقبال وإحتضان وإطعام وتسكين ومعالجة عشرات الالاف من اللاجئين يوميا.

رسالة الجنرال الزبن واضحة هنا حسبما تشير صحيفة الرأي وتحاول لفت الأنظار لإن التواجد العسكري الأردني في المنطقة الحدودية لأغراض حماية الأمن الوطني أولا ولأغراض إنسانية ثانيا، بالتالي الأجواء ليست أجواء حرب خلافا لما توحي به بعض البيانات الصادرة في عمان.

رغم ذلك تم الإعلان عن إطلاق القوات السورية النارعلى حافلات تضم لاجئين يحاولون الهرب للأردن في نقطة حدودية لا تستقطب بالعادة اللاجئين قرب مدينة الرمثا وتم ترديد روايات لمواطنين أردنيين عن إطلاق النار داخل الأراضي الأردنية وإصابة سيارات لمواطنين أردنيين قبل أن يصدر عن الحكومة نفي رسمي أشار إلى أن إطلاق النار بدأ وإنتهى داخل الأراضي السورية.

المشهد بهذا المعنى وحسب الناشط السياسي محمد خلف الحديد ينتج الإنطباع مجددا بأن ظاهرة المناوشات الحدودية تبرز مجددا بين الأردن وسورية.

لكن إجتهادات كبار المسؤولين الأردنيين، الذين يرافقون الملك عبدلله الثاني في واشنطن، تمركزت قبل كل شيء على تسليط الضوء حصريا على الموقف الذي يفترض أن يكون الملك قد أبلغه للرئيس باراك أوباما مساء الجمعة في لقاء مقرر لمدة 40 دقيقة.

وهو موقف يؤكد بأن عمان لا زالت ضد الخيار العسكري في التعامل مع الملف السوري وأنها لا زالت مصرة على أنها لن تكون طرفا في أي مواجهة عسكرية.

برز ذلك بوضوح في التقرير المطول الذي نشرته الجمعة صحيفة ‘الرأي’ أبرز صحف الدولة الأردنية، حيث تم التركيز على عدم حصول لقاءات بين االملك عبدالله الثاني وأمير قطر على الرغم من وجودهما في نفس الفندق في واشنطن وحرص الجانب الأردني على اللقاء ورغم تصادف وجودهما في الكونجرس بنفس الوقت.

إيحاءات ‘الرأي’ واضحة المعالم في هذا السياق وتشير الى ان العرب الذين زاروا واشنطن مؤخرا منقسمون لمعسكرين الأول تقوده قطر ويطالب بالخيار العسكري والثاني تقوده السعودية ويصر على ‘تسوية سياسية’ شاملة تنتهي بتنحي الرئيس السوري.

بوضوح يحاول الأردن أن يقول بمختلف اللغات بأنه ضد التورط في سورية دون أن يمنع الأمر نشطاء الحراك في مدينة أربد ظهر الجمعة لترديد هتافات ضد وجود القوات الأمريكية في الأردن.القدس العربي