0020
0020
previous arrow
next arrow

دراسات للتوسع بتربية الماعز الشامي

وكالة الناس – يدعو خبراء ومسؤولون زراعيون إلى ضرورة التركيز على تربية الماعز الشامي في المملكة، لما يشكله من “فوائد للمجتمعات البدوية والزراعية من جهة، ولأهميتها الاقتصادية بصورة عامة، لأنها تعد أكثر كفاءة وتفوقا على المواشي الأخرى”.
وفيما تؤكد وزارة الزراعة أن ثمة أبحاثا تطبيقية محلية يجري إعدادها حاليا لدراسة وفهم المتطلبات البيئية لسلالة الماعز الشامي، واستخدام نتائجها عمليا في الأردن، تفيد الأرقام الإحصائية الرسمية أن عدد رؤوس الماعز، بين بلدي وشامي، في المملكة يصل إلى نحو مليون راس تعود ملكية 98 % منها للقطاع الخاص.
وبينما يتراوح سعر أنثى الماعز الشامي بين 1000 إلى 1800 دينار، يصل سعر الذكر منه إلى 2500 دينار، فيما لا يتجاوز سعر الماعز البلدي الـ300 دينار.
وتؤكد وزارة الزراعة أنها لا تملك إحصائية دقيقة عن عدد رؤوس الماعز الشامي لدى المزارعين الأردنيين، ونسبتها من العدد الإجمالي لرؤوس الماعز المليون، فيما تشير تقديرات مزارعين “غير رسمية” إلى وجود عشرات آلاف الرؤوس من الماعز الشامي في البلاد.
ويعتبر الماعز الشامي مصدرا رئيسياً للحليب، وتصل إنتاجية بعض السلالات المحسنة منه، إلى أكثر من طن خلال الموسم الواحد، بحسب الخبراء. ويستجيب الماعز الشامي، الذي يتواجد بكثرة في المملكة، بشكل جيد لعمليات التحسين الوراثي، والسلالات المحلية، خصوصا في تحسين صفة إنتاج التوائم ومعدل إنتاج الحليب واللحم.
ونشأ الماعز الشامي في غرب الهند وإيران، ثم انتقل غربا لسورية والأردن ومصر، وشرقا إلى الهند وجنوب شرق آسيا، مشيرا إلى أن المخططات الآشورية تضمنت أن النموذج العام للماعز النوبي، استولد من ذي القرون الحلزونية الشائعة في العالم القديم، وكانت تنتشر من الهند شرقا حتى ليبيا غربا.
ويبين مدير اتحاد المزارعين المهندس محمود العوران أن أبرز أنواع الماعز الشامي في المملكة هي”الانقورى” و”سأنين”، لافتا إلى أن سعر الأنثى منه يتراوح بين 1000 إلى 1800 دينار، بينما يرتفع سعر الذكر منه إلى 2500 دينار.
وتسهم هذه المواشي، وفقا للعوران، بتنمية المجتمعات البدوية، كونها أكثر كفاءة وتفوقا على المواشي الأخرى، من الناحية الاقتصادية، فهي ثنائية الغرض. مبينا أن هذا العرق من الماعز “اكتسب على مدى آلاف الأعوام، صفات وراثية جيدة، بخاصة في إنتاجه للحليب، إذا ما توافرت أعلاف مناسبة لإطعامه، ما شجع كثيرا من الدول على تربيته واستخدامه، بتحسين سلالات ماعزها المحلية، للوصول إلى تحقيق اكتفاء من البروتين الحيواني والحليب وغيره”.
ويوضح العوران أن 98 % من الماعز في الأردن تعود ملكيته للقطاع الخاص، الذي يعتمد على التربية التقليدية، التي تركز على الرعي والتنقل، وبخاصة الماعز الجبلي.
من جهته، أوضح الناطق الاعلامي باسم وزارة الزراعة نمر حدادين أن الوزارة “تشجع على تربية هذه السلالة، لما تشكله من فوائد للمجتمعات البدوية، ولأهميتها الاقتصادية، التي تأتي من كونها ماشية متميزة في خصائصها، وتكيفها للعيش في الأراضي الصحراوية، وقدرتها على تسلق الجبال، للبحث عن غذائها، وعلى هضم الألياف السليولوزية الخالية من أي مخلفات”.
وقال إن الوزارة “تسعى دائما إلى تحسين سلالة الماعز الشامي، وزيادة إنتاجيته، وأقلمته مع الظروف المحلية، بتوليد نوعيات محسنة منه، وتوزيعها على المربين المهتمين بتربية هذا النوع وبأسعار مناسبة”.
وأشار حدادين إلى وجود أبحاث تطبيقية تجري حاليا في الاردن، بغية دراسة وفهم المتطلبات البيئية لهذه السلالة، واستخدام تلك النتائج عمليا.
وأثبت العلم أن حليب الماعز الشامي غني، وبشكل ملحوظ بالبروتين والدهون، “إلا أن كميته وجودته تعتمد على كمية ونوعية التغذية”، بحسب الطبيب العام د.أحمد الكسواني، الذي بين لـ”الغد”، أن أهم ميزات هذا الحليب هو أنه “سهل الهضم، ولذلك يستخدم لتغذية الأطفال والمسنين والأشخاص الذين يعانون من أمراض الحساسية أو الجهاز الهضمي، كما ويستخدم لمعالجة البثور، وتقرح الفم وغيرها، إضافة إلى استخدامه مؤخرا من قبل معامل الألبان الحديثة لإنتاج مشتقات الألبان، ذات الجودة العالية والنوعية الممتازة”.
وعاد الطلب على الماعز الشامي خلال السنوات القليلة الماضية الى الارتفاع بشكل كبير في السوق المحلي، ما أدى لارتفاع أسعاره وبشكل ملحوظ، كونه يزود مربيه بالحليب، بكميات كبيرة، وكذلك باللحم والشعر والجلد الرقيق، فيما يتميز أيضا بشكله وطبيعته الرقيقة والهادئة، وقدرته على التأقلم على أساليب الحياة البشرية، ما يساعد وبشكل كبير على تربيته في المنازل.