0020
0020
previous arrow
next arrow

العداء ضد المرأة

الناس -خاص – كتب رائف الريماوي – لعل ليس من الجديد ان نقرر ان العداء ضد المرأة هو جزء من العداء ضد النفس البشريه بشكل عام .اذ نؤكد انه لا قيمة للنفس البشرية في الثقافة العربيه الاسلامية . والسبب الرئيسي يعود للمؤصلين الذين اصلوا مثل هذه الاصول مقنعين غيرهم انها من عند الله وماهي الا من عند انفسهم تعالى الله عما يصفون , فالله تعالى يقول:- ( ولقد كرمنا بني ادم ) الجنس البشري بشكل عام , وهم يقولوا عن الانسان انه خرج من مخرج البول مرتين الاولى عندما خرج من ظهر ابيه و الثانيه عندما خرج من يطن امه . الانسان الذي يوصف بان ( وهو حفنه من تراب تداس بالاقدم اوله نطفة مذرة واخره جيفة قذرة وهو بين هذا وذاك يحمل فى جوفه العذرة تنتنه عرقه وتقتله شرقه وتؤذيه بقه) بهذه الدونية القاتله ينظر للانسان .امر طبيعي ان تكون التأصيلات التي صاغت ادمغة المسلمين خاصتهم و عامتهم بهذه الروحية , التي تنظر للانسان هذه النظرة الدونيه و تستسهل امره وامر النيل منه . ولم يحظى المسلمون من قبل العلماء بفرصة واحدة تغير وجهة النظر هذه . حتى رسالة عمان التي صاغ فقها كبار علماء المسلمين بما فيهم شيخ الازهر و يوسف القرضاوي ( رئيس اتحاد العلماء المسلمين ) لم تكن بمستوى الحدث التاريخي التي عملت من اجله وافتقرت لكثير من التأصيلات الموجوده اساسا بالفقه الاسلامي , لم تنجح رسالة عمان في فك الارتباط مع الفقه القديم الذي صيغ لاغراض معينه وهو فقه التخلص من الخصوم حيث اشتقت عدة عقوبات وجرائم لم يقرها الشرع كالزندقه و احكامها و غيره . ووطدت وعمقت العداء للمخالفين و أصلت احكاما عريضة للكفر و الكافرين لتوجد لنفسها الية للتخلص من المخالفين بحجة الكفر و الضلال .ما حصل مع الجعد بن درهم (لقوله بخلق القرأن) دليل على ذلك (عن عبد الصمد بن محمد بن حبيب بن أبي حبيب عن أبيه عن جده قال شهدت خالد بن عبد الله القسري يخطب يوم النحر فقال من كان منكم يريد أن يضحي فلينطلق فليضح فبارك الله في أضحيته فإن مضح بالجعد بن درهم زعم أن الله لم يكلم موسى تكليما ولم يتخذ إبراهيم خليلا سبحانه عما يقول الجعد علوّاً كبيراً ثم نزل فذبحه ) وغيره من مخالفين .علما ان الجعد بن درهم قال بخلق القرأن هربا من الوهية المسيح لانه كلمة الله , والقرأن كلام الله .والسبب يعود ان العلماء الذين صاغوا رسالة عمان هم اصلا من المقلدين التقلدييين , غير قادرين على مخالفة من فاتهم و سبقهم و غير مؤهلين للنظر و الترجيح و الكشف عن اراء مخالفة بدون الاتيان بفقه جديد بل تبيان ما حوى الفقه القديم من اراء مخلفة لهذا الرأي .من عيوب العلماء الذين صاغوا رسالة عمان انهم لم يستطيعوا اثبات عصمة الدماء و الاعراض و الاموال لغير المسلم و بقيت عصمة الدم في نطرهم من المسلم للمسلم فقط . من العيوب ايضا انهم لم يتنيهوا ان الكفر صفة لافراد معيين و ليسوا هم غير المسلمين . فهناك المسلم و غير المسلم والكافر .رسالة عمان بهذه الصيغه غير مؤهلة لان تكون رساله الى العالم , بل هي بحاجه لجزء ثاني يحتوي على التاصليلات اللازمة التي تجعل منها منهاجا للمسلم الحق و منهاجا تتبناه الدوله الاردنيه و رسالة الى العالم . نكمل ان شاء الله مع الحلقة التاليه .