إطلاق «الحوسبة السحابية» الحكومية بالتعاون مع «مايكروسوفت»

برعاية رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور اطلقت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات امس منصة «الحوسبة السحابية» الحكومية الوطنية بالتعاون مع شركة مايكروسوفت، حيث تعد منصة الحوسبة السحابية التي بدأ العمل عليها في حكومات سابقة الخطوة الاولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

وتم تمويل مشروع «الحوسبة السحابية» بالشراكة ما بين الوزارة و»مايكروسوفت» التي تجمعها علاقة استراتيجية مع الحكوم، حيث سيتم خلال المرحلة الأولى من هذا المشروع تزويد الدوائر الحكومية بمركز بيانات متكامل يعتمد على خدمات الحوسبة السحابية والموجود في مركز تكنولوجيا المعلومات الوطني، ويربط أكثر من 90 هيئة حكومية من خلال شبكة بيانات خاصة، في حين ستعمل المنصة خلال مراحل لاحقة من المشروع كمركز بيانات افتراضي للشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة.

وقال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عزام سليط ان هذه الشراكة المستدامة التي تجمع الحكومة مع «مايكروسوفت نتج عنها إطلاق مركز البيانات المتكامل والمعتمد على خدمات الحوسبة السحابية ضمن سلسلة الخطوات التي تمت مؤخرا والهادفة إلى تحسين الأداء الحكومي التقليدي والارتقاء ببرنامج الحكومة الإلكترونية.

وبين أن استخدام تكنولوجيا الحوسبة السحابية من قبل المؤسسات الحكومية الأردنية سيساهم في تخفيض كلف الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات في هذه المؤسسات، إذ ستمنح المنصة التي تم تأسيسها على مبدأ توفير «البنية التحتية كخدمة Infrastructure as a service»، المرونة للمؤسسات الحكومية لتتمكن من الوصول إلى الموارد الحاسوبية المطلوبة.

 كما ستعمل  المنصة بحسب الوزير سليط على تشغيل عدد كبير من التطبيقات والبرمجيات الحكومية التي كانت في السابق تتطلب استثماراً كبيراً في أجهزة الحواسيب والبنية التحتية، ما سيترتب عليه التوفير في تكاليف شراء الأجهزة والبرمجيات وكلف التشغيل بنسبة تتراوح ما بين 15 إلى 20% خلال السنة الأولى، لتصل هذه النسب خلال السنوات التي تليها لما نسبته 40 إلى 45%، اضافة الى تحسّن مستوى أداء المؤسسات وقابلية التوسع، إلى جانب إتاحة هذه الأجهزة بشكل دائم وقدرتها الاستيعابية الهائلة وسرعة تحميلها.

وقال الوزير ان استخدام منصة الحوسبة السحابية سيعمل ايضا  على تقليل الفترة الزمنية اللازمة لتوفير الموارد الحاسوبية ضمن المؤسسات الحكومية، إذا ما قورنت مع إجراءات طرح العطاءات الحكومية لعملية الشراء، فيما يسمح للمؤسسات من التركيز على أعمالها الأساسية وتوفير الموارد بطريقة أكثر ديناميكية، حيث ستتمكن من توفير المصادر الحاسوبية للمستخدمين في أي وقت وأي مكان. وقال سليط أن هذه التكنولوجيا صديقة للبيئة «Green IT»، فالتكنولوجيا الخضراء والحوسبة السحابية مرتبطتان ارتباطاً وثيقاً، وهي تكنولوجيا افتراضية تقلل عدد الأجهزة والخوادم المستخدمة، وبالتالي يؤدي استعمالها إلى التوفير في استخدام الطاقة.

من جانبه قال حسين ملحس مدير عام شركة «مايكروسوفت الأردن» ان  إطلاق منصة «الحوسبة السحابية» يتماشى مع جهود الشركة الهادفة إلى توفير كافة سبل الدعم للحكومة ، والتزامنا بالمساهمة في تعزيز فعالية وأداء الدوائر الحكومية بما يضمن تقديم خدمات أفضل للمواطنين في كافة القطاعات.

وأشار المتحدثون خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد على هامش الحفل إلى أن منصة» الحوسبة السحابية» ستعمل على تقنين الوقت المستغرق لإتمام عمليات شراء خوادم الحواسيب في الدوائر الحكومية، فبعد أن كانت تستغرق ما يزيد عن 4 شهور لإتمامها من خلال القنوات الاعتيادية، أصبح بالإمكان الآن إتمام الحصول على خوادم حواسيب في أقل من يوم واحد. إلى جانب ذلك، فقد كانت نسبة الاستخدام الاعتيادية لخوادم الحكومة ما يقارب 15%، إلا أنه باستخدام المنصة الجديدة سيكون بإمكان الحكومة الاستفادة من خوادمها بما يزيد عن 90%، كما أن الحكومة الأردنية الآن قادرة من خلال منصة «الحوسبة السحابية» على الحصول على قدرات عالية للخوادم التي تستعملها بما أن عملياتها أصبحت مركزية من خلال مركز بيانات واحد.