0020
0020
previous arrow
next arrow

مقتل عشريني طعناً .. تفاصيل

وكالة الناس – التاسعة صباح أول أمس الأحد، بدت الأجواء هادئة داخل أروقة قسم شرطة الجيزة الكائن بشارع البحر الأعظم، يستعد طاقم النوبتجية المسائية للمغادرة بعد أمسية شديدة البرودة، تزامنا مع بدء توافد أفراد النوبتجية الصباحية، إلا أن إشارة من شرطة النجدة بدلت سير الأحداث 180 درجة.

“جريمة قتل عند محطة السوبر جيت”.. بهذه الكلمات تلقى مأمور القسم العقيد محمد سلامة بلاغا أيقن معه أنه على موعد مع بداية مثيرة صباحا.

بالانتقال إلى الطابق الثالث -حيث وحدة المباحث- كان النقيب كريم عبد الرازق معاون مباحث الجيزة، يعد العُدة للرحيل، يلملم متعلقاته الشخصية أملا في كسب الوقت وصولا إلى منزله لأخذ قسط من الراحة لكن أحلامه أضحت سرابا، بدل وجهته إلى مسرح الجريمة.

على بعد أمتار من منفذ بيع تذاكر السفر “سوبر جيت” ومحطة وقود بشارع مراد تجمع المارة وأصحاب المحلات مشدوهين من هول الفاجعة التي وقعت أمامهم في غضون دقائق، قُتل الشاب الفيومي البسيط “أحمد ربيع” ابن الـ20 سنة بطعنة غادرة على يد عامل المقهى المواجه لعربة الفول التي يعمل عليها رفقة والده.

وصلت سيارتا شرطة تابعتين لدورية أمنية استجابة لإخطار النجدة تلاها حضور رجال المباحث، وفرضت القوات كردونا أمنيا مانعة اقتراب أحد من الجثمان لحين وصول فريق الأدلة الجنائية والنيابة العامة.

“مراد القهوجي غرز السكينة في قلب أحمد يا باشا”.. جاءت تلك العبارة بمثابة حل سريع للغز، مشادة كلامية بين المجني عليه والقهوجي تخللها تراشق بالألفاظ، تطورت إلى مشاجرة، استعان خلالها “مراد” بصديقه “عاطل”، أمسك سكينا مسددا طعنة نافذة لصاحب الوجه البشوش -كما وصفه أصحاب المحلات- فأرداه قتيلا.

مصادفة غريبة كما لو أن الأمر مشهد سينمائي أعد مسبقا، تحريات المباحث بقيادة الرائد عمرو فاروق كشفت عن ضبط المتهم الرئيسي (مراد 25 سنة) الجمعة الماضية -قبل الجريمة بيومين- لقيادته دراجة نارية بدون لوحات معدنية.

قبل 24 ساعة من الجريمة، غادر “مراد” ديوان القسم بعد إخلاء سبيله، خرج ليتنفس نسمات الحرية، دون أن يدري بأنها لن تدم طويلا، وسيعود ليزج به خلف القضبان بعد ساعات حاملا لقب “قاتل” ينتظر مصيرا مجهولا قد ينتهي على “طبلية عشماوي”.

في أقل من ساعة، تمكن الرائد هشام فتحي والنقيب كريم عبد الرازق، معاونا مباحث الجيزة، من ضبط المتهم بعد إعداد أكمنة متفرقة له، إذ سقط مختبئا في منزل أحد أصدقائه، وأرشد عن مكان شريكه، ليتم الإيقاع به أيضا، واقتيادهما إلى القسم.

“أنت لحقت.. لسه خارج من يومين”.. استقبل رجال الشرطة بالقسم المتهم بدهشة بعد عودته مجددا على خلفية تسببه في مقتل بائع الفول، وعلل جريمته بأن المجني عليه رفض تناول كوب شاي أحضره له بدعوى عدم تناوله إفطاره بعد “أنا مش شغال عنده”.

وبحسب مصراوي، بالعودة إلى مسرح الجريمة، وجوم اعتلى الوجوه، وحزن عم المحلات المواجهة لعربة الفول التي كان “أحمد” مصدر بهجتها بروح الدعابة التي يمتلكها، وشعلة نشاط أوقفتها يد الغدر، ورفض الأب اتهام أحد خلال التحقيقات قائلا “مش بتهم حد يا بيه.. ابني عند ربنا” توجه بعدها لمرافقة فلذة كبده للمرة الأخيرة ليواري جثمانه الثرى بمقابر الأسرة بمسقط رأسه في محافظة الفيوم