0020
0020
previous arrow
next arrow

مقتل صديقين بأعيرة نارية وسرقة هواتفهما وأموالهما .. صور

وكالة الناس – أصر “عبد الرحمن. س” على اصطحاب صديقه “حمدي” إلى مشواره الأخير في وردية “التوك توك” مع زبائن متجهين قرب منطقة مهجورة بمدينة السلام، فوافق الأخير لتنتهي رحلتهما بالموت.

منذ 6 سنوات، بدأ عبد الرحمن، 19 عامًا، العمل على “توك توك”، لينفق على والدته وشقيقاته الثلاث، بعد وفاة والده، أمّا صديقه حمدي، 22 سنة، فهو ابن وحيد لوالديه، ويعمل على “توك توك” آخر لينفق على نفسه، ويساعد والديه في المصروفات.

كعادة كل يوم، ودّع عبد الرحمن والدته وشقيقته الصغرى، وخرج بـ”التوك توك” يتحرك في الأرجاء القريبة بمنطقة إسبيكو، باحثًا عن زبائن مستجيبًا لنصيحة والدته بعدم الابتعاد عن المنطقة وتجنب الأماكن المهجورة.

تشير الساعة إلى الحادية عشرة مساء الخميس الماضي، طلب عبد الرحمن من صديقه حمدي، فور انتهاء ورديته على التوك توك، القدوم معه لتوصيل بعض الزبائن إلى منطقة تسمى “حي الكويت” في نهاية مدينة إسبيكو، يقول هشام عماد أحد أقرباء عبد الرحمن لمصراوي.

منطقة “حي الكويت” تقع في نهاية مدينة إسبيكو، وتتقاطع مع طريق الجبل الأصفر بالخانكة، حيث الظلمة الحالكة تحيط بالطريق، وطرق غير ممهدة تخلو من المترجلين مع بداية الليل، ولا يعبر منها سوى عربات نصف نقل فقط.

بعد نصف ساعة، انقطع الاتصال بـ”عبد الرحمن وصديقه”، فالأهل يحاولون الاطمئنان عليهما دون جدوى، حتى أتى أحد زملائه يلهث “إلحقوا.. لقينا التوك توك وفيه اتنين مقتولين”؛ صرخت الأم، وسقطت مغشيًا عليها، فاعتنت بها ابنتها، بينما هرول الآخرون إلى مكان التوك توك.

جثتان غارقتان في الدماء، وزجاج متناثر، ومقذوفات طلقات نارية، هكذا بدا مسرح الجريمة عندما وصلت الشرطة وعائلتا الشابين، حيث عثر على جثتيهما داخل التوك توك، وقد سُرقت هواتفهما المحمولة وأموالهما.

فرضت قوات الشرطة كردونًا أمنيًا حول موقع الحادث، وانتقل رجال الأدلة الجنائية لموقع الحادث لمعاينة مسرح الجريمة والتحفظ على مقذوفات الطلقات النارية، ونقلت الجثتان إلى المشرحة.

داخل منزل عبد الرحمن نسوة متشحات بالسواد يعزين والدته، وبكاء لا ينقطع من الأم على نجلها “كان نفسي أفرح بيه لسه خاطب.. مالناش سند من بعده”، تشير الأم في حديث مقتضب لـ”مصراوي” إلى أن نجلها “خطب” منذ حوالي شهرين، بعدما زوج اثنين من شقيقاته.

لم يختلف الوضع داخل منزل حمدي، فالحزن يسكن المنطقة بأكملها على الشابين، يُجمع الجيران على حسن خلقهما ومساعدتهما للغير والإنفاق على أسرتيهما، حتى اجتمعوا خلال مسيرة دفنهما.

على الجانب الآخر، كانت وحدة مباحث قسم شرطة الخانكة تكثف جهودها لضبط مرتكبي الواقعة، بفحص الكاميرات المحيطة بموقع الحادث، بالإضافة لسماع أقوال الشهود.

ويرجح مصدر أمني، وكذلك الأهالي أن المتهمين استوقفوا الشابين أثناء عودتهما من المشوار الأخير، وطلبوا منهما التخلي عن التوك توك فرفضا، فأمطروهما بوابل من الطلقات النارية أودت بحياتهما، وسرقوا الهواتف المحمولة والأموال وفروا هاربين.