0020
0020
previous arrow
next arrow

عسكرة المناصب الحكومية

 
 
بعد حادثة جمرك عمان والإهمال وعدم المتابعة الذي أدى إلى فقدان أرواح طاهرة تبحث عن رزقها للتعود أشلاء إلى أهلها .. ولا حول ولا قوة إلا بالله .

تأتي اليوم ظاهرة أمطار عمان السنوية والاستعدادات والجاهزية والخطط ..الخ والمفارقة بالموضوع إنها عمان الحبيبة .. عمان العاصمة .. حيث جل العطاءت الحكومية السنوية والبنى التحتية ومئات الملايين تصرف سنوياً مع موازنة كبيرة جداً , إنها ليست أي محافظة كالمفرق مثلاً التي تضخمت بشرياً واستهلاكياً, ليست بلدية الطفيلة التي بالكاد موازنتها تكفي كرواتب لموظفيها ولا هي بلدية ساكب أو عنجرة بالشمال وإلا لكان العذر جاهزاً ومقنعاً نوعاً ما , إنها العاصمة عمان حيث النخب والمجتمع المخملي .. وللأسف ما زالت عاصمتنا في أول تجربة كل موسم شتاء تغرق بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى .
بعد هذه وتلك الحادثة أنا على يقين تام وداعم لفكرة عسكرة المناصب الحكومية وخاصة المحافظات والمناصب التي تمس حياة وخدمات المواطن اليومية , فالعسكر مع احترامنا للجميع يعملون بإخلاص ومتابعة حثيثة للأمور .. والاهم من ذلك كله هم يؤمنون بمبدأ المسائلة للمسؤول على أي مستوى كان ,

إخوتي : لم نكن نسمع قبل عدة سنوات أن عاصمتنا تغرق شوارعها وتدهم المياه منازل مواطنيها وقاطنيها ولكن عندما تحال العطاءات على مقاولين لا يخافون الله في أرواح الناس لينتهي المطاف في ارض العطاء بمناهل 10 أنش مثلاً وهي بمواصفات العطاء 40 أو 50 أنش عندها توقع أكثر من ذلك .. وقس أخي على ذلك باقي المواد من اسمنت و حديد أو ما يلزم .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. أين لجان الإشراف , أين لجان الاستلام , أين مهندسي الطرق والمدن الذي راتب احدهم براتب عشرة أفراد من قواتنا المسلحة والأجهزة ذات الطابع العسكري .
ما دام أن الذي يعمل في فتح الطرق والإنقاذ .. هم نشامى أبو الحسين حفظه الله فلماذا لا يستلم المناصب القيادية في المحافظات والدوائر رجال من العسكريين المتقاعدين وهم على استعداد أن تكون رواتبهم نصف ما ياخدوه هولاء الجهابذة الذين اغرقوا عاصمتنا بإهمالهم وعدم متابعتهم , أما أننا مستعدين والأمور تمام وجاهزين لأي طارئ وهناك خطط إستراتيجية ..وهذه الأعذار التي نسمعها من أن معدل السقوط المطري كان عالي .. عزيزي هذه عاصمة الوطن الهاشمي وهذا رزق من السماء تسجد الجباه لطلبه .. فلا تقل عالي ولا منخفض …
قل أن وسائل استقبالنا لهذا الرزق الطاهر من عبارات ومناهل وأنفاق لم تكن بالمستوى المطلوب من الجاهزية فقطرات الماء الطاهرة تكذب كل مسؤول لا يتقي الله بعمله على أي مستوى كان .. مسؤولين لا يهتمون إلا بالاستعراض الإعلامي وإلقاء التهم على قلة الإمكانات والعيش بين العطور والمكياجات .

الموسم المطري في بدايته فهل انتبهنا …