0020
0020
previous arrow
next arrow

قنبلة عباس والأستجداء

     مع كل مايعاني منه المسجد الأقصى من اقتحامات متكرره وتدنيس وتهويد من الصهاينه اليهود مدعومه بجيش الأحتلال وشرطته واعتقالات للمرابطين فيه لحمايته بعد ان أيقنوا بأنه ليس لهم غير الله معيناً ، وهم يرون إنشغال أمتهم بتدمير بعضها بمساعدة أعدائها ، ترقبنا مع المترقبين والمتابعين لجلسات الجمعية العامه للأمم المتجده القنبله التي سيلقيها محمود عباس ( رئيس السلطه الفلسطينيه ) كما تم وصفها والترويج لها من خلال إعلام السلطه ورجالها والمتزلفين لرئيسها ، وكنا نتوقع ان تحمل هذه الكلمه أو القنبله أقل مايمكن بعضاً من مطالب الشعب الفلسطيني سواء في الضفة الغربيه ( المحرره المحتله ) أوقطاع غزه ( المحرر المحاصر) كما كنا نتوقع ان تكون كلمة وطنية ثوريه تحمل في مضمونها تهديداً واضحاً بإطلاق يد الشعب الفلسطيني لأنتفاضة ثالثه وخاصة وقد بدأت بوادرها أو تهديداً بوقف التنسيق الأمني مع الأحتلال بعد ان أوضح ان جيش الأحتلال يستبيح مناطق السلطه ، بل وإن كانت قنبله فلماذا لم تكن شديدة التأثير والمفعول بتهديد الأمم المتحده بكل دولها بحل السلطه ورحيل رجالها وتحمل اسرائيل مسؤوليتها ككبان محتل مع شعب منتفض تحت الأحتلال خاصة بعد ان اكتسبت القضية الفلسطينيه التأييد والمناصره من العالم كان نتيجتها رفع العلم الفلسطيني على مبنى الأمم المتحده ورغم كل الأوصاف التي وصف بها هذا الحدث إلا انه لايرتقي الى ادنى مستويات الطموح الفلسطيني الذي ينتظر رفع هذا العلم على مآذن الأقصى وكل مباني فلسطين ، إلا ان قنبلة عباس في الجمعية العامه للأمم المتجده كانت قنبلة بدائيه بلا مفعول ولم تحمل إلا كلمات سفطت وتلاشى مفعولها في لحظتها ، كانت قنبلة طفوليه فيها التذلل والأستجداء ، والشعب الفلسطيني لم يكن يوماً مستجدياً رغم كل مامر به من نكبات وحروب ومؤامرات بل شعباً مناضلاً وما زال يناضل من أجل تحقيق حلمه بنيل حريته ورفع علم فلسطين على دولته المستقله وهو المعروف عبر التاريخ بشعب الجبارين وهذا قدره ، وهو يعرف جيداً ان هذا الحلم لن يتحقق بالأستجداء والأستعطاف وطريق الوصول له طريق واحد هو الجهاد والكفاح والنضال والأنتفاض والتمرد ، وكما اسرائيل لاتعرف إلا منطق القوه والغطرسه فالشعب الفلسطيني لايعرف إلا منطق الثوره ولا يعرف منطق الأستجداء ، وليس من المعقول ان يكون محمود عباس يجهل هذه الحقيقه وان كان يجهلها فهذه مصيبة كبرى وهو بنظر العالم رئيس هذا الشعب فمتى سيعرف هذه الحقيقه ويسير على دربها