0020
0020
previous arrow
next arrow

وعد بلفور وكراهية اليهود

 
 لم يكن وعد بلفور وزير الخارجية البريطاني الصادر بتاريخ 2 /11/1917م مكافأة لليهود لمساعدتهم بريطانيا اثناء الحرب العالمية كما نشر اليهود هذا الأدعاء وحتى نحن العرب صدقناه ورددناه ، والمعروف ان العرب أيضاً وقفوا الى جانب بريطانيا في هذه الحرب وتخلوا عن الأمبراطورية العثمانية طمعاً في نيل حريتهم ، فقد كان اليهود في تلك الفترة مضطهدين ومكروهين في كل أوروبا ولهذا السبب كان صدور هذا الوعد للتخلص من اليهود وشرورهم وإبعادهم عن أوروبا وبريطانيا وهي الأكثر كرهاً لهم ، وخاصة بعد تزايد هجرة اليهود من روسيا وبولندا الى بريطانيا خوفاً من البطش بهم ، فقد كان من المعروف عن اللورد بلفور وخاصة أثناء توليه رئاسة الحكومة البريطانيه 1903 ـ 1905 بأنه من ألد أعداء اليهود ويريد التخلص منهم إلا انه في نفس الوقت وربما لنفس السبب كان متعاطفاً معهم لأيجاد وطن لهم بعيداً عن بريطانيا وأوروبا ، ونتيجة لمباحثاته مع هرتزل الزعيم للصهيونيه تم الأتفاق لتحويل هجرة اليهود الى بلد آخر فاختار هرتزل فلسطين حيث كان قد رفض عام 1906م فكرة اختيار اوغنده كوطن لليهود ، إلا ان هذا الوعد لم يكن ملزماً لبريطانيا وهي المعروف عنها نقضها للوعود والمعاهدات فقد وعدت الشريف حسين بعد ظهور الغضب والرفض العربي لوعد بلفور برسالة جاء فيها ان الحكومة البريطانية لن تسمح للأستيطان في فلسطين إلا بقدر مايتفق مع مصلحة السكان العرب ، وكان إلتزامها به فقط للتخلص من اليهود وهي التي تخلصت منهم عام 1290م عندما أصدر ملك بريطانيا داوود مرسوماً ملكياً يقضي بطرد اليهود من بريطانيا قي غضون ثلاثة شهور إلا ان الأنجليز لم يصبروا هذه المده لحقدهم على اليهود فهاجموهم قتلاً وتدميراً لممتلكاتهم مما جعل اليهود يجتمعون للأحتماء في قلعة بورك وهاجمهم الأنجليز فيها وأشعلوا النيران بهم مما جعل الملك يطلب بالأسراع بطرد جميع اليهود من بريطانيا ، ولم تكن بريطانيا هي السباقة لطرد اليهود والتخلص منهم فقد سبقتها الأمبراطورية الرومانية أثناء حكمها لفلسطين سنة 70م بإصدارها مرسوم بهدم الهيكل وعدم السماح لأي يهودي بالسكن والأقامة فيها ، ثم تبعه الأمبراطور الروماني أيضاً هدربان عام 135م بتدمير مدينة القدس ( وكان يطلق عليها اسم أورشليم ) وكل ما يتعلق باليهود فيها ومنعهم من دخولها وأطلق عليها إسم إيليا وبغدها انقطعت صلة اليهود بالقدس لمدة أكثر من عشرة قرون ، وكذلك المجازر التي ارتكبت في أوروبا ضد اليهود بهجمة قوية ضدهم للتخلص منهم ومن شرورهم خلال قرن كامل من الزمن 1250 ـ 1350م وكانت بريطانيا والنمسا وبلجيكا من أكثر الدول فتكاً بهم وخلال هذه المده 1281م أصدرت بريطانيا حكماً بإعدام 200 يهودي بتهم الغش ولصوص الذهب ، ثم قد سجل التاريخ أيضاً ما كان من اسبانيا وكرهها لليهود حيث اصدر الملك فرندرند مرسوماً بقتل جميع اليهود في اسبانيا وسمح السلطان العثماني بايزيد باستقبال الفارين الناجين منهم وفد تم طرد اليهود كذلك من فرنسا عام 1306م ومن هنجاريا 1360م ومن بلجيكا عام 1370م ومن سلوفاكيا عام 1380م ومن النمسا عام 1430م ومن هولندا عام 1444م .
ان هذه المعطيات تؤكد ان وعد بلفور لم يكن حباً باليهود وانما للتخلص منهم وشرورهم وابعادهم عن بريطانيا واوروبا وكان أول المؤيدين للوعد فرنسا ثم ايطاليا وامريكا ، ولم يكن وعد بلفور هو الأول لليهود فقد سبقه وعد مماثل من نابليون بونابرت قائد الحملات الصليبيه لليهود بتاريخ 20 /4 /1799م بإعادة تأسيس القدس القديمه وإقامة دوله يهوديه في فلسطين وكان السبب أيضاً التخلص من اليهود في فرنسا وأوروبا إلا انه لم يحقق وعده ، وقد جاء في وعد بلفور دون المساس بحقوق أهلها الشرعيين حسب الترجمة العربية ( ان حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف الى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين ، وستبذل جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغايه ، على أن يفهم جلياً انه لن يؤتي بعمل من شأنه ان يغير الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهوديه المقيمه الآن في فلسطين ، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتنتع به اليهود في البلدان الأخرى ) ، ولكن ومهما كانت الأسباب للوعد المشؤوم فقد كان هو السطر الأول فيما تسبب بنكبة فلسطين 1948م رغم انه أيضاً مخالفاً لكل المواثيق الدولية وكان فعلاً وعد من لايملك لمن لايستحق إذ لم تكن فلسطين ملكاً لبريطانيا وإنما ملكاً لأهلها الشرعيين من الشعب الفلسطيني .
وهنا نؤكد ان فلسطين ستبقى ملكاً لأهلها وستعود لهم يوماً رغم أنف كل من تآمر ويتآمر عليها .
Email;shareefshareef433@yahoo.com