0020
0020
previous arrow
next arrow

أما آن لنا أن نبدأ العمل ؟!!

 

في كل الدول التي طفت بها ، ومع الطاقات البشرية المتنوعة التي قابلتها على امتداد مساحة العالم ، ومع كم وحجم الأفكار والمفاهيم التي طرحت وتطرح كل يوم عبر الكتب والدراسات والإعلام ، أليس من حقنا أن نطرح سؤالاً بسيطاً وساذجاً جداً مفاده ؛ متى نبدأ العمل ؟ 

 

من يتابع وسائل الإعلام العربية التي قاربت ألف قناة فضائية ، ويستمع للوصف الخاص بكل ضيف يستضاف بها ، يوقن تمام اليقين أننا أمام تخمة من الشهادات العلمية والدرجات الوظيفية والنخب والمحللين والنقاد والساسة ، فلو فرضنا أنه يخرج في اليوم الواحد على الفضائيات مجتمعة ( بالحد الأدنى ) ألف متحدث وسياسي ومحلل وخبير ومختص ، فهذا معناه أننا في العام الواحد أمام شعب كامل من الخبراء والساسة والمحللين ، وأمام عشرات الآلاف من القيادات المجتمعية في شتى المجالات والتخصصات

 

إذا كنا نملك كل هذا الكمّ البشري الرفيع من النخب ، وهذا الكمّ من الساسة المخضرمين والنواب والقادة المؤسساتيين ، فلماذا أمسى واقعنا على ما نحن عليه اليوم ؟ 

 

لو اشتغل هؤلاء الساسة والنخب ومتصدروا الإعلام في بيع ( الفلافل ) لاستطاعوا من خلال انتشارهم الجغرافي أن يغيروا الاقتصاد المحلي في مناطقهم ، فكيف بهم إذا لعبوا لعبة السياسة مجتمعين ؟

 

وكيف بهم إذا قرروا أن يوحدوا لغة الخطاب الإعلامي والسياسي لدى الشعوب ليصنعوا منها شعوباً قادرة على التحليل والقراءة ، بدل أن تكون شعوباً غارقة في مستنقع العبارات والتحليلات المتضاربة

 

هؤلاء النخب ، هؤلاء الساسة ، هم من يجب عليهم أن يبدؤوا بأنفسهم مشروع العمل، وأن يؤسس كل واحد منهم مشروعاً مجتمعياً مع جيرانه وأهل حيّه ، أن يبدأ هو بنفسه مع من يعرف ، ونحن كشعوب سنعفيهم من المسؤولية أمام الله ثم أمام محكمة الزمان .

 

عزيزي المواطن العربي .. إذا أظلمت عليك الدنيا ، وتاهت بك قنوات التلفاز وهي تعرض عليك ألف فكرة متضاربة ، فابتسم أولاً ، ثم استهزئ  بمن شئت منهم ، ثم تقدم نحو أبنائك وقل لهم : إذا استمر هؤلاء وهؤلاء بالتحليل والتقييم والنقد وتصويب المسار ، فمن سيقود مؤسسات مجتمعنا ؟ ومن يطلق مشروعات التنمية لدينا ؟ ومن يطبق شعاراتهم المنمقة في واقعنا ؟