0020
0020
previous arrow
next arrow

الأمن و الأمان

وكالة الناس –

عندما يقتل في وضح النهار شاب في مقتبل العمر ، بطلقات ثلاث بلا سبب ، سوى مزاحمة الطريق و في دوار حيوي لا أعتقد أن ذلك هو الأمن و الأمان ….

عندما يستشهد الدركي برصاص قناص و يلوذ ذلك بالفرار فهذا ليس الأمن و الأمان!

عندما يدق الأرهاب الأبواب فذلك ليس الأمن و الأمان !

عندما يجوع الحر و تبكي ام طفل لا تملك ثمن خرقة لرضيعها فذلك ليس الأمن و الأمان !

عندما يقف الشباب خلف أبواب المسؤلين ليستجدوا فرصة عمل بلا جدوى سوى القهر و الذل فذلك ليس الأمن و الأمان !

عندما تصل المديونية الى 85% من الناتج الإجمالي للدولة فذلك ليس مؤشرا على الأمن و الأمان !

عندما يضرب أمين عمان و غيره من المسؤلين عرض الحائط بدور النائب في الرقابة على المال العام و عندما يتسوق الفاسدون بما جنوا من مال الشعب في متاجر هارودز الباهظة في لندن و لا تطالهم يد العدالة فكيف يكون الأمن و الأمان ؟

عندما يتغنى معالي وزير المالية بإنجازاته الفذه بأنه قد حصل على قرض جديد من صندوق النقد يثقل كاهل الدولة بمليار دولار اضافي ! ليغطي عجزا بعجز ! و عندما يتفاخر وزير التربية و التعليم بانجازاته في امتحان التوجيهي و هنالك 342 مدرسة لم ينجح منها و لا طالب ! و عندما يتجاهل وزير الزراعة صيحات المزارعين في الأغوار الذين باعوا محاصيلهم بالتراب للدواب و الاغنام ثم نقول الأمن و الأمان!

عندما يكون لدينا مليون لاجئ لا مأوى و لا مأكل و لا مشرب سوى ما تقدمه الدولة لهم من موازنتها المثقلة أصلا و عندما يزج بنا في خارطة طريق لا نعلم أين تقودنا ؟ و فزاعة الوطن البديل ماثلةً أمامنا ,, فهل نحن سائرون على طريق الأمن و الأمان ؟

لا كل ذلك ليس الأمن و الأمان … بل إن الأمن و الأمان يكمن في وفاء وانتماء الأردنينن من جميع منابتهم ، و في حبنا لوطننا و خوفنا أن تساق به الفتن أو تراق به الدماء ، فليس الأمن و الأمان ما تصنع الحكومات و الأجهزة الامنية فحسب بل إنه ما يجري في عروق هذا الشعب الطيب و حرصنا على القيادة الهاشمية الحكيمة و لحمتنا و تعاضدنا أمام كل من يتربص بنا الدوائر  ،عملا بقول رسول الله صلى الله غليه وسلم بالحديث الشريف عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِحْصَنٍ الأَنْصَارِيِّ:(مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا).
\”
البُخَارِي\” ، في \”الأدب المفرد\”300 و\”ابن ماجة\”4141 و\”التِّرمِذي\” 2346 .

اللهم إحمي الوطن و جنبه الفتن و أجعلة واحة الأمن و الأمان كما عهدناه و كما عهده أجدادنا ، اللهم اليك نفوض أمرنا و بك المستعان .

معتز أبو رمان
نائب وطن